العسل
العسل
مثال آخر عما يمكن ان يعتقد البعض أن يجده فى "كتاب قديم" يتناول موضوع الصحة أو العلاج هو وجود أساليب علاج او أدوية لا يعمل بها حتى الآن. تقر مصادر تاريخية كثيرة أن الرسول (صلى الله عليه و سلم) قد أعطى بعض النصائح الخاصة بالصحة و الطهارة ومع ذلك لم تضمن مثل هذه النصائح فى القرآن الكريم.
يبدو ذلك لأول وهلة حذف مهمل بالنسبة لغير المسلمين حيث أنهم لا يستطيعون أن يفهموا عدم تضمين مثل هذه المعلومات المهمة فى القرآن . يجتهد بعض المسلمين فى تفسير العلة من غياب تلك المعلومات عن القرآن بالآتى : " على الرغم من صحة ما ذكره الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالنسبة لعصره ، إلا أن الله بحكمته و بعلمه الأزلى يعلم أنه سيكون هناك فى العصور المتأخرة من التقدم العلمى و الطبى ما سيظهر قِدَم نصائح الرسول (صلى الله عليه و سلم) .
وبالوصول لتلك الاكتشافات ربما يعتقد البعض أن هناك تعارض بينها و بين ما أتى به الرسول (صلى الله عليه و سلم) وبما أن الله لن يتيح الفرصة لأعداء الإسلام بأن يدّعوا بوجود تعارض بين القرآن و تعاليم الرسول (صلى الله عليه و سلم) لذا فإن الله ضمّن فى القرآن المعلومات والأمثلة التى لا تتأثر صحتها بمرور الزمن" مع ذلك عند دراسة حقائق القرآن كوحى سماوى تعود كل الأمور سريعاً إلى نصابها الصحيح و يصبح التعارض الظاهر فى هذا الجدل واضحاً و مفهوماً.
يجب الفهم بأن القرآن هو وحى من السماء وكذلك كل ما أتى من عند الله ، فالقرآن من عند الله و هو كلام الله من قبل كل الخلق لذلك لا إضافة و لا تعديل ولا حذف فيه. وبناء على ذلك فإن القرأن موجود قبل خلق الرسول (صلى الله عليه و سلم) ونتيجة لذلك فإنه من المستحيل أن يحتوى القرآن على ألفاظ الرسول (صلى الله عليه و سلم) أو نصائحة. إن إضافة هذه المعلومات للقرآن كان سيتعارض بوضوح مع الغرض الأساسى لوجود القرآن مقيداً سلطته ومحولاً الفكر عن إلوهيته.
لذا لا يوجد بالقرآن ما يمكن تسميته بـ " الأدوية المنزلية " التى يمكن أن يدعى أحد بقِدمها ولا يوجد به رأى إنسان بما هو مفيد للصحة ، أو أفضل أنواع الطعام ، أو ما يمكن أن يشفى هذا المرض أو ذاك. إن القرآن فى الحقيقة يذكر شيئاً واحداً بخصوص العلاجات الطبية و هو العسل حيث يذكر القرآن أن فيه شفاء للناس ولا أعتقد انه يوجد أحد يمكن أن يعترض على ذلك.