بين البحث عن الله والبحث فيه
وإننا لن نمل من التكرار، ولا نيأس من التنبيه إلى قضية هامة، وهي وجوب التفريق بين البحث عن الله والبحث فيه، وهما أمران أدى الخلط بينهما إلى مهاو كثيرة من الضلال انحدر إليها ومازال ينحدر الكثيرون من المفكرين فإذا أراد العاقل أن يبحث عن الله، سيجد أن الله قد يسر له كل سبيل، ومهد أمام عينيه كل طريق يوصله إلى خالقه وبارئه.
ولكن الإنسان هو الإنسان، تغريه بعض النتائج التي أتيح له إدراكها بالتصدي إلى مجالات لا يمكنه أن يسير فيها.
فهو إذا استطاع أن يصل إلى معرفة أن الله موجود بالعقل تجده يظن أنه قادر على القول الفصل في تحديد ما يجب لله من صفات، وما لذاته السامية من مفاهيم، وما يجوز عليها من إطلاق الأسماء أو العبارات، فيتحدث عن ذات الله وصفاته بالعقل، حديث الواثق المطمئن إلى مقدماته ونتائجه، وهو لا يدري أن عقله محجوب عن ذلك، وفكره لا يستقل بالحديث فيما رام أن يتحدث فيه.
ولذا فإننا نقول : إنه ينبغي على العاقل أن يفرق بين البحث عن الله، والبحث فيه، ويتعرف على مدى إمكاناته التي تؤهله إلى هذا المجال أو ذاك، فلا يقحم ذاته على ميدان لا يتأتى له أن يبحث فيه.
======================
عقيدتنا