ما الإسراء وما المعراج ؟
س : ما الإسراء وما المعراج ؟
ج : الإسراء هو سيْرُ النبيَّ عليه الصلاة والسلام من مسجد مكة إلى المسجد الأقصَى في القدْس في ليلة . وهذا ثابتٌ بنصّ القرآن الكريم . والمعراجُ هو صُعوده تلكَ الليلة من المسجد الأقصى إلى السموات ، واجتماعه بالملأ الأعلى تشريفًا لهم به وإكرامًا له . وقد ثبت ذلك بالأحاديث الصحيحة . وهذا أمرٌ مُمكنٌ أْخبَرَ به الصادق فيجب حملُه على ظاهره ولا يُسْتَغْرَبُ ممَّن سيَّر الطير في الهواء ، وجعل الكواكبَ تَقطعُ بحركتها في دقيقة مسافة لا يَقْطَعهُا الناسُ في مائة عام ، أن يَرْفَعَ إلى السماء في ساعة حبيبَه الذي اصطفاه على الأنام . فهو على كل شيء قدير ، وبكل شيء خبير .
س : هل ينفعُ الدُّعاء الداعيَ أو المدعوُ له، وهل يصلُ ثواب صدقة الحي إلى الميت إذا أهدى له ذلك؟
ج : إن الصَّدَقةَ أمرٌ مرغوبٌ فيه والدعاءُ والتَّضَرُّع إلى الله تعالى مطلوبٌ . وكلاهما نافعٌ عنده تعالى للحيَّوالميت .
س : ما المجتهد ومن المجتهدون الذين استقرّ الرأي على اتباعهم ؟
ج : المجتهد هو المحيُطُ بُمعظم قواعد الشريعة ونُصُوصها ، الممارس لها بحيث اكتسب قوَة يفهم بها مقصودَ الشارع والمجتهدون كثيرون . والمجتهدون الَّذين استقرّ الرأيُ على اتّباعهم والأخذ بقولهم أربعة ، وهم : أبو حنيفة النعمانُ بنُ ثابت ، ومالكُ بنُ أْنس ، ومحمد بن إدريس الشافعي ، وأحمد بن حنبل رضي الله عنهم . وإنما أختار العلماء تقليدّ هؤلاء الأربعة دون غيرهم ممَّن بلغَ درجةَ الاجتهاد لكثرةِ ما استنبطوهُ من المسائل بسب تفرُّغهم لذلك ، حتى ندرت القضايا التي لم يُبَيَّنُوا حكْمَها ، ولنَقْل مذاهبهم إليْنا بطريق التْوَاتر : فينبغي تقليدُ واحدٍ معيْنٍ منهم إلاَّ للضَرورة . وإلاّ َفربمَا أدَى إلى تلفيق ، يخرجُ عن سواء الطريق
س : لم اختلف المجتهدون في بعض المسائل ؟
ج : إن المجتهدينَ لم يختلفوا في أُصول الدين ولا في أمّهات فروعه أصلاً ، لثبُوتها بالدلالة القطْعيّة . وإنمااختلفوا في بعض المسائل الفرعية لعدم ثبوت نصّ قطعيّ فيها ؛ إذ الجزئياتُ لا يتيسرُ حصرُها والاختلافُ فيها سهل . فكلٌّ منهم بذل وسْعه في استخْراج حُكمها من الكتاب والسنة بحسَب ما ظهر له فمن أصابَ منهم فله أجْران ، ومن أخطأ منهم فله أجرٌ لسعيه في إظْهار الصواب بقدر وُسعه . واختلاف الأئمة رحمةٌ للأمة ؛ لأنه اختلاف في أمور فرعية والاختلاف فيها يُوجبُ اليُسْر على الناس ، وعدمَ وُقُوعهم في الحَرج والبأس . فإذا اضطَرّ الإنسانُ عَملَ بما هو الأيْسَرُ ، وإلا فيعمل بما هو الأحْوَطُ أو الأحرى والأظْهر
س : ما أشراط الساعة ؟
ج : أشراطُ الساعة ( العلاماتُ الدالةُ على قرب قيامها جدًّا ) أمورٌ منها : الدجالُ ، وهو: رجل أعور يخرج فيخِفّة من الدين وإدْبارٍ من العلم ويدّعى الألوهيةَ ويُظْهرُ بعضَ العجائبِ ويتّبعه من كان ضعيفَ الإيمان واليقين . ومنها ظهورُ دابة من الأرض تعلَّم الناس في وجوههم ، فمن كان مؤمنًا جعلتْ له علامة يُعرف بها أنه مؤمن . ومن كان كافرًا جعلت له علامة يُعرف بها أنه مؤمن . ومن كان كافرًا جعلت له علامة يُعرف بها أنه كافر . وتُكَّلمُ الناسَ بأحوالهم . ومنها طلوعُ الشمس من المغرب يوم من الأيام وينْسَدُّ حينئذ باب التوبة ولا تقبلُ من أحد . ومنها خُروجُ يأجوجَ ومأجوج وهم جيلٌ من الناس أكثروا الفسادَ في الأرض في الزَّمن الغابر . ولما وصل إلى ناحيتهم ذو القرنين شكا منهم جيرانُهم إليه . فرئى لحالهم وكان الموصل بينهم مضيقٌ بين جبلين فبنى فيه سدًّا عاليًا جدًا من حديد وأفرغ عليه الرَّصاصَ المذابَ فصار سدًّا مُحكمًا أمْلس لا يتيسَّر نقبُه ولا الصُّعُودُ عليه ، فإذا حان أوان خروجهم انفتح السد بسبب من الأسباب فينتشرون في الأرض ، ويكثر فسادُهم في طولها والعرض فيُلْجأ إلى مولاهم في رفع شرَّهم وضررهم فيهلكهم ويقضي بمحو أثرهم . ومنها نزول عيسى عليه السلام وذلكحينما تكثر في المسلمين الفتن وتتوالى عليهم المحن فيتولى أمور هذه الأمة ، ويكشف عنهم كل ملمة . ويقتُل الدجَّال ، ويخلَّص الناس من الأهواء والأهوال .
س : من السعيد ؟
ج : السعيدُ هو المؤمن الصالح القائم بحقوق الحق وحُقوق الخلق ، المتَّبع للشريعة ظاهرًا وباطنًا ، المُعْرض عن زخارف هذه الدار . فهو صاحبُ السعادة . ومن له الحسنى وزيادة . نسأله سبحانه أن يَوَفقنا لذلك ويَجْعَلَنا من السالكين في أحسن المسالك . والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . وعلى أشرف أنبيائه أزكى التحيات .