كم صفة امتاز بها نبينا صلى الله عليه وآله وسلم عن سائر الأنبياء ؟
س. كم صفة امتاز بها نبينا صلى الله عليه وآله وسلم عن سائر الأنبياء ؟
ج. امتاز نبينا عليه الصلاة والسلام عن سائر الأنبياء بثلاث صفات: الأولى: أنه أفضل الأنبياء ، الثانية : أنه أُرسل إلى الناس كافة ، الثالثة : أنه خاتم الأنبياء فلا يأتي بعده نبي .
س. لم كان نبينا عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء ؟
ج. إنما كان نبينا عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء ؛ لأن حكمة إرسال الأنبياء دعوة الخلق إلى عبادة الحق ،وإرشادهم إلى طريق السداد في أمور المعاش والمعاد ، وإعلامهم بالأمور الغائبة عن أبصارهم ، والأحوال التي لا يصلون إليها بأفكارهم وتقرير الأدلة القاطعة وإزالة الشبه الباطلة . وقد تكلفت شريعته الغراء ببيان جميع هذه الأشياء على وجه لا يتصور أبلغ منه في الكمال ، بحيث توافق جميع الأمم في جميع الأزمنة والأمكنة والأحوال ،فلا حاجة للخلق إلى نبي بعده ؛ لأن الكمال قد بلغ حده . ومن هذا يظهر سر إرساله لجميع الخلق وكونه أكملهم في الخَلق والخُلق .
س. كيف يقال إن نبينا عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء مع إن عيسى عليه السلام ينزل في آخر الزمان ؟
ج. إن عيسى عليه السلام ينزل في آخر الزمان ، ويحكم بشريعة نبينا عليه الصلاة السلام دون شريعته ؛ لأن شريعته هو قد نُسِخَتْ لمضي الوقت الذي كان العمل بها موافقا لمقتضى الحكمة ، فيكون خليفة لنبينا عليه الصلاة والسلام ، ونائبًا عنه في إجراء شريعته في هذه الأمة ، وذلك مما يؤكد كون نبينا خاتم الأنبياء
س. اذكر لي معجزات نبينا عليه الصلاة والسلام .
ج. إن معجزات نبينا محمد عليه الصلاة والسلام كثيرة : فمن معجزاته القرآن الكريم ، وهو أعظم آياته وأكبرها ، وأبهاها وأبهرها . وقد سبق ذكر وجه إعجازه وأنه آية باقية دائمًا لكون من أتى بها للأنبياء خاتمًا . ومن معجزاته نبع الماء من بين أصابعه في حال السفر حين اشتد العطش بأصحابه الكرام ولم يكن إلا ماء قليل ، فوضع كفه الكريمة فيه فكثر حتى قضى الحاضرون أوطارهم منه وزاد عليهم . وهذا وقع مرارًا ، ومن معجزاته تكثير الطعام القليل حتى كفا أناسًا كثيرين ، وهذا وقع أيضًا مرارًا إلى غير ذلك مما ذُكِر في كتب دلائل النبوة .
س. كيف كانت سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام ؟
ج. قد وقع الإجماع والاتفاق على أن سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام أحسن السير على الإطلاق ، وقد أقر بحسنها الكفار، وكيف لا وهي كالشمس في رابعة النهار ؟!! وقد ذكر أهل السير أنه عليه الصلاة والسلام كان أشرف الناس نسبًا وأعلاهم حسبًا . يصل الرحم ويغيث المضطر ، كثير التحمل والإغضاء والصبر. دأبه العفو والصفح والرأفة والرفق . لا ينتقم إلا فيما فيه حق الحق أو حق الخلق . وكان كثير السكوت لتفكره في أسرار الملكوت . وإذا تكلم أتى بجوامع الكلم ، وهي: الكلمات القليلة التي تتضمن معاني كثيرة من باهر الحكم وكانأفصح الناس بيانًا ، يمزح بعض الأحيان ولا يقول في مزحه إلا حقًا ، وكان واثقًا بعصمة الله له في كل حال ، يقدم حين تحجم الأبطال ، ويثبت على حاله لدى جميع الأهوال . وكان شديد التواضع ، وكان مع تواضعه وبشاشته ذا هيبة لم تكن لغيره من البشر ، حتى لم يكن أحد من أصحابه يؤكد في وجهه الكريم النظر ، وكانوا في مجلسه في غاية الأدب كأنما على رؤوسهم الطير . لا يقطع أحد منهم كلام أحد ، ولا تذكر في مجلسه العيوب ، وكان المشركون من صباه يلقبونه بالأمين بعد ادعائه النبوة لم يجد أعداؤه مع شدة عداوتهم له وحرصهم على الطعن فيه مطعنًا ، ولا إلى القدح فيه سبيلاً ، وكان يُعلم الناس الحكمة والأحكام ، ويدعوهم إلى دار السلام ، وقد كمل من اتبعه في الفضائل العلمية والعملية ، ومن لم يتبعه سرى له شيء من ذلك بطريق العرض والتبعية ؛ وقد أظهر الله دينه على سائر الأديان ، وأبقى ذكره الجميل على لسان موافقيه ومخالفيه مدى الزمان . ومن طالع كتب سيرته المشتملة على أخلاقه العظيمة الباهرة ، عرف أنه أشرف العالمين في الأوصاف الباطنة والظاهرة
س. ما اليوم الآخر ، وما معنى الإيمان به ؟
ج. أما اليوم الآخر فهو يوم عظيم الأهوال ، تشيب فيه الأطفال . تقوم الناس فيه من قبورهم ، ويحشرون إلى صعيد واحد للحساب ، ثم يؤول أمرهم إلى النعيم أو العذاب . وأما الإيمان به فهو التصديق بأنه لابد أن يأتي وأن يظهر فيه جميع ما ورد في القرآن والحديث في شأنه .
س. ماذا تعتقد في اليوم الآخر وما يتعلق به ؟
ج. أعتقد أولا بسؤال القبر ، ثم بنعيمه أو عذابه ، ثم بحشر الأجساد ، وأن الخلق كما بدئ يعاد ، ثم بالحساب والميزان ، ثم بإعطاء الكتاب إما باليمين وإما بالشمال ، ثم بالصراط ، ثم بدخول المؤمنين الجنة دار النعيم . ودخول الكافرين جهنم دار العذاب الأليم .
س. كيف اعتقادك بسؤال القبر ثم نعيمه أو عذابه ؟
ج. أعتقد أن الميت إذا وضع في قبره تُعاد روحه إلى جسده بقدر ما يفهم الخطاب ويرد الجواب ، ثم يأتيه ملكان فيسألانه عن ربه ونبيه ، وعن دينه الذي كان عليه ، وعن الفرائض التي كان أمره الله تعالى بأدائها : فإن كان الميت من الذين آمنوا وعملوا الصالحات أجاب عن السؤال بتوفيق الله تعالى أحسن جواب ، ومن غير خوف منهما ولا اضطراب ، فيكشف الله عن بصره ، ويُفتح له باب من أبواب الجنة فيحظى بالنعيم العظيم ، ويقال له : هذا جزاء من كان في دنياه على الصراط المستقيم ، وإن كان الميت كافرًا أو منافقًا يُدهش ولا يدري ما يقول في الجواب ، فيعذبانه حينئذٍ أشد العذاب ، ويُكشف عن بصره فيفتح له باب من أبواب جهنم ، وتُنوع له أنواع العذاب والألم ويقولان له : هذا جزاء من كفر بمولاه واتبع نفسه وهواه .
س. إذا أكل السبع إنسانًا وصار في بطنه أو وقع في البحر فأكلته الأسماك فهل يسأل أو يعذب أو ينعم ؟
ج. نعم كل من مات يسأل ثم يعذب أو ينعم ، ولا فرق بين من دفن في القبر ، أو صار في بطن السبع أو في قعر البحر ، فالله على كل شيء قدير ، وبكل شيء عليم خبير .