معنى الايمان
إن من أفضل النعم التي ينعم الله بها على إنسان نعمة الإيمان، والإيمان هو التصديق بالله، وبأنه الرب الواحد، الخالق، المدبر، رافع السماء بلا عمد. وكلمة الإيمان ترادف اليقين وهو عكس الشك الذي يناقض التوحيد فالمؤمن مطالب بأن يكون موقنا بأن الله هو رب العالمين دون مراء أو ريب .
ولا يكون الإنسان مؤمنا إلا إذا تحققت فيه عدة شروط، منها :
1 - الإيمان بوجود الله، وهنا تحضرني قصة كان بطلها الإمام أبو حنيفة، أسردها عليك عزيزي القارئ : " ويذكر عن أبي حنيفة - رحمه الله - وكان معروفاً بالذكاء أنه جاءه قوم ملحدون يقولون له: أثبت لنا وجود الله فقال: دعوني أفكر، ثم قال لهم: إني أفكر في سفينة أرست في ميناء دجلة وعليها حمل فنزل الحمل بدون حمال، وانصرفت السفينة بدون قائد، فقالوا : كيف تقول مثل ذلك الكلام فإن ذلك لا يعقل ولايمكن أن نصدقه؟ فقال: إذا كنتم لا تصدقون بها فكيف تصدقون بهذه الشمس، والقمر، والنجوم، والسماء، والأرض، كيف يمكن أن تصدقوا أنها وجدت بدون موجد؟!. "(1
2 – الإيمان بربوبية الله : والربوبية لفظ مشتق من لفظ الرب والرب ويعني: الخالق، والمالك، والمدبر، ولا يغني واحد من هذه الثلاثة عن الآخر، فهو الخالق الذي أوجد الأشياء من عدم ، والمالك أي خلق الخلق وانفرد بملكه له كما انفرد بخلقه له، وهو المدبر لجميع الأمور وهذا بإقرار المشركين، فإنهم إذا سئلوا من يدبر الأمور؟ فسيقولون: الله فهو المنفرد بالتدبير.
3 - ثالثاً: الإيمان بألوهيته: أي أن تؤمن بأنه سبحانه هو الإله الحق، وأنه لا يشاركه أحد في هذا الحق لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولهذا كانت دعوة الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم هي الدعوة إلى قول: " لا إله إلا الله" . ولو أن أحداً آمن بوجود الله، وآمن بربوبية الله، ولكنه يعبد مع الله غيره فلا يكون مؤمناً بالله حتى يفرده سبحانه بالألوهية.
4 - رابعاً: الإيمان بأسمائه وصفاته: ويجب على من يؤمن بالله أن يقر بالأسماء والصفات اتباعاً لما جاء في كلام الله - عز وجل - قال تعالى: "وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا" ( سورة الأعراف: 180).
إذاً هذه هي الأمور التي يجب على المسلم أن يؤمن بها، حتى يصير مؤمنا، نسأل الله أن يرزقنا الإيمان .
(1) أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة، نخبة من العلماء، الناشر : وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المملكة العربية السعودية، الطبعة : الأولى، 1421هـ .