الإسلام دين التفكر
و الإسلام يا أخي الحبيب هو خاتم الأديان السماوية نزل على نبينا محمد ﷺ ليوثق العلاقة بين الخالق والمخلوق على أساس العقيدة الصادقة، والعبادة الخالصة، وليوثق العلاقة بين المخلوق والمخلوق على أساس العدل والرحمة، ودعانا إلى الإيمان بالله الذي خلقنا وسوانا ومنحنا حواسنا وقوانا، وأنعم علينا ورعانا ، و يعلم ظواهرنا وخفايانا، قال تعالى : ( أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) .
و يعتمد الإسلام استثارة العقل والسمع والبصر والحواس والتفكر في آيات الله الكونية والتنزيلية ليهتدي العبد إلى ربه، قال تعالى: ( أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ ) ، و قال : ( أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ) [الروم: 8] .
و ينعى القرآن على من يغفلون حواسهم ويهملون عقولهم فيشبههم بالأنعام قال تعالى : ( لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) [الأعراف: 179] .