الدعاء و الذبح و النذر لغير الله هو الشرك الأكبر
الدعاء و الذبح و النذر لغير الله هو الشرك الأكبر :
إنني أريد منك الإجابة على هذا السؤال، لكي نستطيع إدراك ما إذا كان هناك فرق بين الفريقين، به ندرك صحة نظريتك التي تعتبر عمل أولئك المشركين الأولين عبادة لغير الله وتنفي عن القبوريين صفة هذه العبادة ؟
وهنا بدت عليه الحيرة والارتباك، فقد تلقى هذا السؤال وكأنه سوط ألهب ظهره فقد أوقعه هذا السؤال بين شقي الرحى، ولكنه لم يستسلم إلا أنه – من فرط حيرته – اعترف بحقيقة كان – طيلة المناقشة – يحاول التهرب من الاعتراف بها.
فقد قال:
إن الحقيقة التي يجب الاعتراف بها، هي أن المشركين الأولين ما كانوا يفعلون مع أصنامهم أكثر من أنهم يتقربون إليها بالدعاء والذبح والنذر والطواف، وما شابه هذا من العبادات والقرب، مع اعتقادهم أنها لا تخلق ولا ترزق ولا تحيي ولا تميت، ولا تدفع شرًا ولا تجلب خيرًا.
فهدفهم مما يعملون لها إنما هو لترضى عنهم فتقربهم إلى ربهم وتشفع لهم عنده، ليكونوا محل رحمته ورعايته.
وهذا هو حقيقة عبادتهم لغير الله، والتي بها سماهم الله مشركين وحكم عليهم بالكفر، ولا أكتمك بل أقولها صراحة أنني ما كنت أعرف أن هذا هو حقيقة الشرك الذي كان عليه المشركون الأولون، إلا من سير المناقشة التي دارت بيني وبينك هذه المرة.
فقلت له: عظيم جدًّا، لقد اتفقنا إذًا – بعد طول النقاش – على نقطة من أهم النقاط في الموضوع، وهي تحديد العبادة التي كان عليها المشركون الأولون، وهذا يعني طبعًا أنك تعترف وتقرر بأن الدعاء والذبح والطواف والنذر والتذلل والتضرع عبادة.