تسعة أسئلة أُجدف بها على الإلحاد


د. هيثم طلعت علي سرور

 

1- ما هو مصدر رأس المال الأخلاقي الرهيب الذي ورثه الإنسان الأول ؟

 

2- هل ارتباط المتعة والشبق بالعملية الجنسية اللازمة لحفظ النوع هو من قبيل المصادفة ؟

 

3- هل غشاء البكارة في الأنثى متطلب أخلاقي أم متطلب طبيعي تطوري ؟

4- لماذا إلى اليوم الشخص المغترب يُعامل في البلاد المتقدمة ثقافيا ( كالطائف مثلا ) كإبن سبيل يلزم وجوبا ضيافته وإكرامه بينما يُعامل في البلاد المتقدمة حضاريا ( كروما مثلا ) كعبد يلزم استغلاله بأبخس الأجور ما أمكن ؟

 

5- ما اللغز ان جميع الموجودات ههنا موافقة لوجود الإنسان ( تتابع الليل والنهار ..الشمس والقمر .. الأزمنة الأربعة والمكان والهواء والجزئيات المحيطة وموت آلاف البكتريا بمجرد غسل الإنسان يده ومدى موافقة كل ذلك لطبيعة الإنسان هل يعود العلم مجددا ليقول بمركزية الإنسان كتعديل للمقولة القديمة القائلة بمركزية الأرض ) ؟

6- لماذا بينما كل شيء مادي يتغير بينما يبقى الإنسان هو العنصر الثابت في تاريخ العالم وتظل روحه وقيمه الأخلاقية لا تتغير فالإنسان كان وسيبقى هو الإنسان منذ ألف سنة ولدها الماضي إلى ألف سنة يلدها المستقبل لا تتغير طبيعته ولا مراداته ؟

7- هل يوجد مبرر عقلي لعدم وجود نعيم مادي يُكافأ به الذين ماتوا مظلومين أو مترفعين عن الشهوات المحرمة ؟ خاص باللادينيين

8- هل اللاأدرية تقتضي نوعا من الأدرية باللاأدرية - إذن لا توجد لا أدرية مجردة كما يدعون - ؟ خاص باللاأدريين

 

9- لماذا إذا اختلفت الديانات في كل شيء وجدناها تتفق جميعا في ماذا يريد الله منها ؟

 

 الغاية والسبب بين العلم والدين

 

الغاية والغرض هما حديث الأديان والسبب والمُسبب هما حديث العلم وكلما عرف العلم سبب حدوث شيء ما خرج علينا الملاحدة من تحت أرجل العلماء وقالوا إذن لا غاية ولا غرض من هذا الأمر لأننا عرفنا سببه وهنا يكمن سبب إلحادهم اللامنطقي وسنحاول تفنيد مذهبهم ببساطة الملاحدة إذا عرفوا سبب ظاهرة ما أبطلوا الغاية منها وهذا أمر مُستغرب لامنطقي وهذا يُذكرني بالمثل الشهير الذي ضربه ولتر ستيس في كتابه العقل والعصر الحديث حين قال :- ( لو أن رجلا تسلق جبلا ونتسائل لماذا يتسلقه فقد نسال لماذا يتسلقه ونحن في هذه الحاله نسأل عن تفسير لهذا الحدث وهناك إجابتين مختلفتين عن هذا السؤال تبدو كل منهما منطقية فقد يقول قائل إنه يتسلق الجبل لأنه يريد أن يشاهد المنظر من فوق قمته وهذا تفسير غائي لحادث التسلق بينما التفسير الآلي السببي هو كالتالي أن هذا الرجل أكل طعاما فاستهلكت عضلات جسمه الطاقة الموجودة في هذا الطعام في سلسلة من الإنقباضات والإنبساطات والرسائل العصبية انتهت في النهاية إلى صعوده الجبل ..... ومن المنطقي لكل عاقل أن التفسير الآلي السببي لا ينفي التفسير الغائي بل العقل يقول بمنطقية لذيذة أن الأسباب تدفع الحدث من الخلف والغايات تجر الهدف إلى الأمام .... ومع أننا لا ننكر ان التفسير الغائي لا علاقة له بالعلم أو الميكروسكوبات إلا أنني أتفق معكم أن خروجي من مكتبي كان لإشباع جوعي وسيظل هذا صحيحا سواء استطعت أن أفسر ما هي الغاية أم لا وسواء عرفت كيف ارتبط العقل بالبدن في هذه اللحظة أم لا فلا يهم بعد ذلك قدر التعديلات التي نحتاج إليها في علمنا الطبيعي ونظرتنا إلى العالم .)

بل ألا نلاحظ سويا أن الرغبة أو الغاية تظهر في مكان ما من سلسلة الأسباب فالتفسير الغائي لتسلق الرجل الجبل ولخروجي من مكتبي هو جزء من التفسير الآلي .

وكلنا نتفق أن الغاية من الساعة هو ان تنبئنا بالوقت فإننا بذلك نشير إلى الغرض الذي كان موجودا في ذهن مَن صنعوا الساعة ولا يلزم من هذا الغرض ان يكون موجودا داخل الساعة نفسها حتى نؤمن به .

ولقد استهزأ سقراط قديما بهذه النكتة التي تعترض العقل الساذج للملحد وتجعله بمعرفة السببية يقوم بإبطال الغائية فقال أثناء محاكمته متهكما  :- ( إنني جالس الآن هنا لأن جسمي يتكون من عظام وعضلات والعظام عندما تتحرك والعضلات في استرخائها وتوترها ذلك جعلني قادرا على ثني أطرافي ولذا انا أجلس هنا في هذا الوضع المنحنى .... وبعد أن أضحكنا على التفسير السببي المضحك للملاحدة أخبر العقلاء أن سبب جلوسه هكذا ليس هو حركة المفاصل وتوتر العضلات وإنما ببساطة انتظار الحكم الصادر ضده-1-.)

فلم يكن التفسير السببي نافيا للتفسير الغائي بل لما كان سيوجد سبب أصلا لولا وجود الغاية بل السببية بلا غاية سنجدها تُصور العالم تصويرا فجا لا معقولا والإفتراض الحادث الذي يُلزم العلم أن يملك مفتاح كل شيء جعل من العلم وثنا يُعبد الرغبة شيء عقلي بينما السبب شيء مادي وهذا ما أوقع الملاحدة فيما وقعوا فيه من حرج وكفر بالعقل


 

الشمس تدور حول الأرض .. عبارة صحيحة علميا   

ما الفرق بين أن تدور الأرض حول الشمس أو ان تدور الشمس حول الأرض .. ما الفرق بين أن تكون مسارات الكواكب دائرية أو اهليجيه ما الفرق بين أن تكون الشمس أكبر من الأرض أو الأرض أكبر من الشمس ما الفرق بين أن يكون عمر الأرض مئات الآلاف من السنين أو مئات الملايين ... لا توجد حُجة واحدة منطقية تدعو الإنسان للتشكك في وجود الله  بناءا على النظريات العلمية السابقة لكن للأسف أن هذا ما حدث في الغرب وأرجع العلماء أن اسباب ذلك سيكولوجية لا منطقية . وسنحاول هنا أن نبين نسبية هذه القضايا العلمية

1- مسألة دوران الشمس حول الأرض لقد بسَّط كوبرنيكوس الحسابات الضرورية اللازمة للنظام الشمسي وصارت نظريته أعلى وأسمى من نظرية بطليموس ولا نقول أنها أكثر صدقا منها ولم تٌقدم الفيزياء الحديثة بين يدي نظرية كوبرنيكوس إلا القول بنسبية الحركة ففي استطاعتك أن تأخذ أي جسم وتعتبره مرجعك المركزي وتعتبره ساكنا ثم تفترض أن جميع الأجسام الأُخرى تتحرك نسبيا نحوه . ومن هنا فليس من الأصوب ان تقول : إن الشمس تظل ساكنة وإن الأرض تدور حولها من ان تقول العكس . غير ان كوبرنيكوس برهن على أنه من الأبسط رياضيا ان نقول إن الشمس هي المركز - فيما يُعرف بحسابات الدوائر الصغيرة التي قللها من 80 إلى 38 فبسط الحسابات اللازمة للنظام الشمسي - .. ومن ثَم فلو أراد شخص في يومنا الراهن أن يكون شاذا ويقول إنه لا يزال يؤمن بأن الشمس تدور حول أرض ساكنة فلن يكون هناك مَن يستطيع ان يقول إنه على خطأ ولو فطن البابا لهذا الأمر لما حكم عليه بالهرطقة.

2- مسألة عِظم حجم الأفلاك الثقب الأسود هو تكثف شديد للمادة وانسحاق رهيب للذرات بحيث لو تصورنا أن الأرض تحولت إلى ثقب أسود فلن يزيد حجمها على السنتيمتر المكعب الواح 0.9 cm أي ببساطة يمكننا وضع المجموعة الشمسية كلها داخل كيس شيبس .. فحجم الأفلاك نسبي 


3- مسألة قِدم الزمان على الأرض كل جُرم متحرك له زمانه الخاص به والساعة نجدها تتباطأ على سطح المريخ وتتسارع جدا على عطارد ولو افترضنا ان إنسانا ركب طائرة تسير بسرعة قريبة من سرعة الضوء وسارت لمدة سنتين فإنه سيكون قد مر على الأرض مائتي عام أي سيرى الجيل السابع من احفاده فالزمن نسبي. وربما كانت مسألة النسبية تلك بمثابة الكابوس المفزع للملاحدة فبالحسابات النسبية سنعود وبمنتهى الجرأة للقول بمركزية الإنسان في الكون بل وبجرأة أكبر قائلين أن كل ما حولنا يخضع لمتطلباتنا من ليل ونهار وفصول أربعة والمكان والهواء والجزئيات المحيطة ومدى موافقة كل ذلك لطبيعة الإنسان!!

 

 

المراجع للإستزادة :- ولترستيس الدين والعقل الحديث ترجمة د. إمام عبد الفتاح مكتبة مدبولي1998

 

المراجع

  1.  محاورة فيدون 97 .


السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ تسعة أسئلة أُجدف بها على الإلحاد

  • يتبنون الإلحاد لفك قيد الشهوات !

    الشيخ عبدالعزيز الطريفي

    أكثر الملحدين يتبنون الإلحاد لفك قيد الشهوات ، فإذا ذهبت الشهوة رجعت النفس في صراع مع العقل إما تتوب أو تُكابر أو

    30/07/2018 2561
  • ما هي حجج الملحدين في وجه الأدلة الدينية؟

    محب بن مسكين

    الإلحاد لم يقدم أي شيء أمام آطنان الأدلة التي يقدمها المؤمن. الإلحاد لا يملك أي شيء ولا يقدم أية حجة ولا يستشفع بأي أصل.

    01/01/2019 6333
  • معضلة وجود الشر

    هيا محمد عيد

    · من وجهة نظر الإلحاد، تشكل معضلة الشر، سواء بسبب وحشية البشر تجاه بشرٍ آخرين أو بسبب الكوارث الطبيعية التي

    11/11/2019 2529
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day