نسبة التشابه في الجينات بين الإنسان والقرد 98.5% خدعـة إلحـادية


دكتور / هيثم طلعت علي سرور

تـأسس الإلحـاد على الكذب  

اعتـاد الملاحدة على استغلال أي تطور علمي وتطويعـه لمصلحة أيديولوجيتهم وعقيدتهم ولو على حسـاب العلم نفسه .


بعد انتهاء مشروع خريطة الجينـوم البشري قامت اصدارات الملاحدة المتتالية بدعـاية كاذبة مفادهـا أن العلم توصل إلى أن نسبة التشابه الجيني بين الإنسان والشمبانزي تصل إلى 98.5% لكن للأسف الشديد فهنـاك خُدعـة كبرى وتلفيق خبيث فعندمـا يتم الإدعـاء أن نسبة التشابه الجيني بين الإنسان والشمبانزي تصل إلى 98.5 % فهذا يعني أننا قمنـا أيضـا بعمل خريطة جينية للشمبانزي ثم تم عمل مقارنة بين الإثنين .. لكن للأسف الشديد لم يكن قد حدث أي شيء من ذلك بعد ..!! 


لكن ما هو مصدر الخدعة ؟

في عام 1987 قام عالمان داروينيان أحدهما يدعى سيبلي Sibley والآخر يُدعى ألكوست Ahlquist بدراسة 30-40 حمض أميني في الشمبانزي ومقارنتها بتلك الموجودة في الإنسان واستنتجـا أن نسبة التشابه في الجينـات بين الإنسان والقرد هي 98.5 % وتم نشر البحث في مجلة داروينية شهيرة  -1-.
لكن المثير للجدل في هذا الأمر أن الدراسة قديمة فقد تمت منذ عام 1987 وليس بعد رسم خريطة الجينوم البشري فالربط بين خريطة الجينوم البشري واستنتاج التشابه بين الإنسان والشمبانزي فيه نوع من التدليس .


أيضا يوجد في الإنسان ما يزيد على 100 ألف بروتين مُشفر داخل DNA فلا يُعقل أن يتم تعميم دراسة 30 -40 بروتين على 100 ألف بروتين فالخروج بنتيجة شمولية كتلك النتيجة التي رُوج لهـا من قِبل الملاحدة هو أمر كاذب . 
أيضا تم هذا البحث بإستخدام تجربة قليلة الإستخدام وهي تجربة DNA التخليطي وهي تجربة مثيرة للجدل وقد قام أحد العلماء ويدعى ساريش  Sarichبإستخدام نفس التجربة على نفس البروتينات التي قام بها العالمان واكتشف أن مصداقية أبحاثهم مثيرة للجدل وأن البيانات مبالغ فيها إلى حد كبير وأن نسبة التشابه أقل من ذلك بكثير  -2-.
ثم إن مسألة التشابه في جزيئـات البروتين بين الكائنـات الحية هذه بديهة طبيعية لا تحتاج للتدليل عليهـا بالإثبات أو النفي فهي ضرورة حيـاتية لازمة للسلسلة الغذائية والهرم الغذائي فمثلا نسبة التشابه بين الإنسان والدجاج تكاد تكون متطابقة طبقا لبحث أجرته جامعة كامبردج -3-.


ولا أدري لماذا تم تجاهل هذا البحث مثلا والتركيز على التشابه بين الإنسان والشمبانزي في محاولة لإيجـاد أي صلة نَسب وتشابه .. !!


ومع كل ذلك فإن تشابه جزيئـات البروتين المُكونه من قواعد نيتروجينية في الكالئنات الحية المُختلفة هذا أمر حياتي حتمي فمثلا لنفترض أن جزيء البروتين الذي يتكون من قواعد نيتروجينية وجزيئـات سُكر خماسية في الإنسان هو مثلا قواعد زرنيخية وجزيئـات كوبلت خماسي في البقر فساعتها لن تكتمل السلسلة الغذائية ولن يستفيد الإنسان من البقر وسيكون كل كائن حي بمثابة سُم للكائن الحي الآخر فالتشابه في جزيئـات البروتين ضرورة غذائية حتمية يعرفها الناس منذ آلاف السنين لاكتمال السلاسل الغذائية .

أيضا نسبة التشابه في جزيئـات ال DNA بين الإنسان وديدان النيماتود nematode تصل إلى 75% وهذا حتما لا يعني أن 75% من جسد الإنسان مطابق للديدان  -4-.

لا أدري لماذا يتجاهل أيضا الملاحدة هذا التقارب الشديد بين الإنسان والنيماتود فهذا التقارب بين الإنسان والنيماتود مثلا يقف حجة في وجه التطور بمدارسه الكلاسيكية المعروفة التي تفترض تفاوت أشد بكثير كلما حدث تباعد اكثر في شجرة التطور .


أيضـا نسبة التشابه بين الإنسان وذبابة الفاكهة 60% -5-.


وقد أراد الداروينيون التدليل على تشابه الإنسان بالقرد بدليل آخر يدعم موقفهم فقالوا إن الإنسان يحتوي على 46 كروموسوم بينما القرد يحتوي على 48 كروموسوم في إشارة منهم إلى التشابه الشديد بين الإنسان والقرد لكنهم تجاهلوا مثلا أن نبات البطاطا أقرب للإنسان من القرد فنبات البطاطا به 46 كروموسوم أي نفس عدد الكروموسومات الموجودة في الإنسان إذن نبات البطاطا هو الجَد المُبـاشر للإنسـان ..!! 

في مجلة SCIENTIFIC AMERICAN الداروينية الشهيرة عدد ديسمبر 2009 والتي تقوم بتعريبهـا مؤسسة الكويت للتقدم العلمي أخذت المجلة لها عنوانا رئيسيـا في ذلك العدد وهو ما الذي يجعلنـا بشرا what makes us human? قامت الباحثة كاتبة المقال بدراسة متوالية DNA  في أحد الجينـات ويُطلق عليه HAR1 وقامت بدراسة هذا الجين في كل من الإنسان والشمبانزي والدجاج واكتشفت أن المتوالية لل DNA بين الشمبانزي والدجاج تختلف في قاعدتين فقط من أصل 118 قاعدة بينما يصل الإختلاف بين الإنسان والشمبانزي إلى 18 قاعدة.


وهذا يُشكك في دلالة DNA وقدرته على التمييز بين الكائنـات الحية المختلفة وأن الأمر لا يعدو كونه مجرد متواليتات لقواعد نيتروجينية وليس معنى أن مقاس حذاء الإنسان أقرب لمقاس حذاء التمساح من مقاس حذاء الفيل أننا والتماسيح من أصل واحد فهذه سطحية في البحث ودجل بإسم العلم . 

ولذا يقول هنري جي Henery Gee المحرر العلمي في مجلة الطبيعة Nature الشهيرة عن مسألة وجود نسب بين الإنسان والحيوان عن أن الأمر مجرد حدوته لا أكثر :- (  وكل ما في الامر انها مجرد حكاية أو حدوته من احاجي منتصف الليل المسلية التي قد تكون مُوَجِّهَةً أو مُرْشِدَةً للانسان في كثير من الأحيان إلا أنها ومع ذلك لا تستند لأيّ أساس علمي -6-.) 

فمسألة النسب والقرابة بين الإنسان والحيوانات خرافة لذا فنحن في حاجة ماسة وعاجلة إلى عدم الدفع بالعلم إلى دائرة الخرافة -7- والعلماء عليهم أن يكفوا عن أن يكونوا علماء أنسـاب ..!!

فالإنسان لا يمكن تصنيفه كالأشياء بمجرد دراسة مجموعة المتواليات النيتروجينية التي تُكون خلاياه أو بدراسة حجم الجمجمة أو بدراسة خطوط الكف فالإنسان لا يمكن فهمه أو قولبته بدراسة متوالياته النيتروجينية ولذا خرج العالم الشهير مايرز في الأخبار عام 2001 بعد أن ظهرت خريطة الجينـات البشرية وتحدث عن الميتافيزيقيـا التي تخترق العلم وعن ثمة خالق لابد من وجوده حتمـا ونشرت جريدة سان فرنسيسكو كرونيكِل San Francisco Chronicle صبيحة ذلك اليوم تحت عنوان :- 


 Human Genome Map Has Scientists Talking  About the Divine
علماء خريطة الجينات البشرية يتحدثون عن الخالق ..!!
يقول الخبر :- ( بعد رسم خريطة الجينوم البشري لم نتمكن حتى الآن من أن نفهم حتى انفسنا بدرجة تثير الدهشة بشكل كبير. من الواضح أن هناك عنصر ميتافيزيقي " غيبي " في الموضوع... يوجد عقل معظم هنا  في الجينوم -8-.) 

 خدع وأكاذيب الملاحدة الداروينيون 

المُشكلة الكبرى هي أن بعض الملاحدة الداروينيون يقومون باختراق مؤسسـات بحثية كبرى في الغرب فيقومون بالتأثير على نتائج البحث العلمي وتطويعهـا لصالح أيديولوجيتهم ونكتشف مع الزمن خداعهم أو لا نكتشفه وهذا هو المقلق في الأمر..!! 


فمثلا تم تقديم ما لا يقل عن خمسمائة رسالة دكتوراة بخصوص إنسان بلتداون الجد الأكبر للإنسان الحالي ب750 ألف سنة ونكتشف بالصدفة سنة1950 أن الأمر مجرد خدعة كبرى وأنه لا يوجد إنسان بلتداون من أصله فالجمجمة تم طلائهـا بأملاح الحديد لإعطائها قيمة عمرية وأن الفك عمره بضعة سنوات وليس 750 ألف سنة !!!!!!!بل إن الأدوات البدائية المكتشفة مع المتحجرة هي مجرد أدوات بسيطة مقلَّدة، شُحذت بواسطة أدوات فولاذية..وفي التحليل المفصل الذي أتمه وينر سنة 1953، تم الكشف للجمهور عن هذا التزوير، إذ كانت الجمجمة تخص إنساناً عمره نحو خمسمائة سنة، في حين كانت عظمة الفك السفلي تخص قرداً مات مؤخراً، وقد تم ترتيب الأسنان على نحو خاص في شكل صف، ثم أُضيفت إلى الفك وتم حشو المفاصل لكي يبدو الفك شبيهاً بفك الإنسان... وفي أعقاب كل هذه الأحداث، تم نقل إنسان بلتداون على عجل من المتحف البريطاني، بعدما عُرض فيه لمدة تزيد عن أربعين سنة  -9-.

وأيضـا خديعة إنسـان نبراسكا ففي سنة 1922, أعلن هنري فيرفيلد أوسبرن، مدير المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي، عن عثوره على ضرس متحجرة في غرب نبراسكا. وزعم البعض أن هذا الضرس يحمل صفاتٍ مشتركةً بين كل من الإنسان والقرد، . وقد أُطلق على هذه الحفرية، التي أحدثت جدالاً مكثفاً، اسم إنسان نبراسكا، كما أُعطيت -في الحال- اسماً علمياً هو: هسبيروبايثيكوس هارولد Hesperopithecus  haroldcooki 

واستناداً إلى هذا الضرس الأوحد، رُسمت إعادة بناء لرأس إنسان نبراسكا وجسده.!!!.. وأكثر من هذا، فقد تم رسم إنسان نبراسكا مع زوجته وأطفاله في شكل عائلة كاملة في محيط طبيعي!!! كل هذا من إيحـاء ضرس واحد ..!! 


وفي سنة 1927 عُثر على أجزاء أخرى من الهيكل العظمي لإنسان نبراسكا.. ووفقاً لهذه الأجزاء المكتشفة حديثاً، لم يكن الضرس يخص لا إنساناً ولا قرداً.. وأدرك الجميع أنه يخصّ نوعاً منقرضاً من الخنازير الأمريكية البرية يسمى  prosthennops وبعد ذلك، تم على عجل إزالة كل رسوم الهسبيروبايثيكوس هارولد وعائلته من أدبيات التطور! -10-.
والأمثلة على خدع الداروينيون الملاحدة أكثر من أن تُحصى فمثلا :- 


قُدمت متحجرة انسان النياندرتال كدليل على التطورعام 1856 ثم سُحبت عام 1960
 Zinjantrophus متحجرة لقرد تم عمل رسم خيالي لها بثلاث تصورات مختلفة تماما 
قدمت كدليل 1959 وسحبت 1960. 
 Ramapithecus قدمت كدليل سنة 1964 وسحبت 1979.

مع حدوث الثورة الصناعية تحولت جدران المنازل في غرب أوربا إلى اللون القاتم بسبب غبار المصانع واكتشفوا أنه قد زادت نسبة العث الأسود في المدن وقلت نسبة العث الأبيض ليتكيف مع ظروف الطبيعه وتربص الطيور التي تتغذى عليه وبذلك وجد الداروينيون مستندا جديدا على الإنتخـاب الطبيعي ...  لكن كانت الفضيحة فقد اكتشفوا أن من قام بالتجربه كان يأتي بعدد من هذه العث الأسود الميت ويقوم بلصقها على الجدران وبالتالي تكون النتيجة أن العث الأسود نسبته قد زادت .. وعرفت هذه التجربه بالفضيحه العلميه فيما بعد !!! –-11-.

إن هناك عداءا عجيبا بين مفكري الغرب ورجال الدين عندهم وهل ننسى فيكتور هوجو عندما كان على فراش الموت وأتاه قسيس فأمر بطرده خارج المنزل ..........!!!! إنه عداء ندفع نحن ثمنه ..... يدفع ثمنه المثقفون العرب .. لكن لماذا نُصر على إتباعهم لماذا نأخذ العلوم ومعها الأيديولوجية لماذا لا نربح العلوم ونترك الأيديولوجية ..!! 


لماذا نُصِّر على الدخول في جحر الضب الذي حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم :- (

لتتبعن سنة من كان قبلكم باعا بباع وذراعا بذراع وشبرا بشبر حتى لو دخلوا في جحر ضب لدخلتم فيه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن إذا .

حسن صحيح 

لماذا لا نَشرُف بقرآننا ؟؟ لقد خلق القرآنمن الهباء أُمة ضخمة واتسبقى على القرون جيلا من الناس ما كانوا ليدخلوا التاريخ أبدا لولا نهوض هذا الكتاب بهم ..... 


إننا نِمنا في النور بينما غيرنا استيقظ في الظلام 

فماذا جنى العالم من جحده للألوهية إلا شقاء يرجم العالم بالدماء في أيام الحروب ويرجمه بالقلق في أيام السلام فهو بين الحرب الباردة والساخنة محطوم الأعصاب فارغ الفؤاد .

---------------
المراجع للإستزادة :- مجلة SCIENTIFIC AMERICAN عدد ديسمبر 2009 تعريب مؤسسة الكويت للتقدم العلمي



المراجع

  1.   Sibley and Ahlquist, Journal of Molecular Evolution, vol. 26, pp. 99-121
  2.  Sarich et al. 1989. Cladistics 5:3-32
  3. New Scientist, v. 103, 16 August 1984, p. 19 
  4.  New Scientist, 15 May 1999, p. 27
  5.  Hürriyet daily, 24 February 2000
  6.  Henry Gee, In Search of Deep Time, New York, The Free Press, 1999, p.116-117
  7. John R. Durant, "The Myth of Human Evolution", New Universities Quarterly 35 
  8. https://www.sfgate.com/cgi-bin/...
  9.  https://en.wikipedia.org/wiki/P...
  10.  https://en.wikipedia.org/wiki/N...
  11.  Jonathan Wells, Icons of Evolution p.141-151
السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ نسبة التشابه في الجينات بين الإنسان والقرد 98.5% خدعـة إلحـادية

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day