دعاء التوبة والرجوع إليه
من لطف الله سبحانه وتعالى بعبده الضعيف أنه فتح له باب التوبة والرجوع إليه في كل حين، فالسهو والتقصير من طبيعة الإنسان ولسنا بمعصومين ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده ، لو لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم ، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون ) رواه مسلم، وقال تعالي {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (البقرة: 222) . وقوله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} (التوبة: 104).
والمسلم لا يقنط من رحمة الله لسوء أفعاله وما ارتكابه من المعاصي والذنوب، فالله سبحانه وتعالي يعفو ويصفح عن من تاب ورجع اليه وداوم على اللجوء إلى الله تعالى وأحسن الظن به ، فهو سبحانه جواد كريم وسعت مغفرته ورحمته كل شئ، ويقول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: "يا ابن آدم انك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بقلت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة". فمها بلغت ذنوب المسلم فالتوبة إلى الله والرجوع إليه تبارك وتعالى تمحوها و التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
صلاة التوبة
اجمع الفقهاء علي مشروعية واستحباب صلاة التوبة بعد الذنب وتكون سببا لغفران المعاصي والذنوب والتوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى وهي من النوافل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من رجل يذنب ذنباً، ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي، ثم يستغفر الله، إلا غفر الله له، ثم قرأ: ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون).[آل عمران:135] رواه الترمذي، فالعبد إذا أذنب ذنباً أو وقع في معصية وأراد التوبة والرجوع إلى الله فإنه يصلى ركعتين منفرداً يقرأ فيها ما شاء من القرآن يدعو الله فيها ويستغفره أن يقبل توبته ويغفر ذنبه.
أدعية للتوبة والرجوع إلى الله
- اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب خطوت إليه برجلي، ومددت إليه يدي أو تأمّلته ببصري، وأصغيت إليه بأذني، أو نطق به لساني، أو أتلفت فيه ما رزقتني ثمّ استرزقتك على عصياني فرزقتني، ثمّ استعنت برزقك على عصيانك فسترته عليّ، وسألتك الزّيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدا عليّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين. اللهمّ إنّي أستغفرك من كلّ سيّئة ارتكبتها في بياض النّهار وسواد الليل، في ملأ وخلاء وسرٍّ وعلانية وأنت ناظر إليّ، اللهمّ إنّي أستغفرك من كلّ فريضةٍ أوجبتها عليّ في آناء الليل والنّهار تركتها خطأً أو عمداً أو نسياناً أو جهلاً، وأستغفرك من كلّ سنّةٍ من سنن سيّد المرسلين وخاتم النبيين سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم تركتها غفلةً أو سهواً أو نسياناً أو تهاوناً وجهلاً أو قلّة مبالاة بها، أستغفر الله وأتوب إلى الله ممّا يكره الله قولاً وفعلاً وباطناً وظاهراً، اللهمّ صلّ وسلّم على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه الطيّبين الطّاهرين.
- اللهمّ أنت الملك لا إله إلّا أنت ربّي، وأنا عبدك لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت، واهدني لحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلّا أنت، واصرف عنّي سيّئها لا يصرف عنّي سيّئها إلّا أنت، لبّيك وسعديك، والخير كلّه بيديك، والشرّ ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.
- وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره . رواه مسلم ،
- "اللهم أنت ربي وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" ابكي على خطاياك وخطيئتك، وجرب اللذة في مناجاة الله واعترف بالذل لله وبت إلى الله بصق واسمع أخي للفرج من ملك الملوك.