صلة آية الكرسي بما بعدها
وعن صلة آية الكرسي بما بعدها يقول النيسابوري رحمه الله ( لما بين دلائل التوحيد بيانا شافيا قاطعا للأعذار ذكر بعد ذلك أنه لم يبق للكافر علة في إقامته علي الكفر إلا أن يقسر علي الإيمان ويجبر عليه ، و ذلك لا يجوز في دار الدنيا التي هي مقام الابتلاء و الاختبار وينافيه الإكراه و الإجبار فالحق واضح أبلج )[1].
وعن صلة آية الكرسي بما بعدها يقول البقاعي رحمه الله { ولما اتضحت الدلائل لكل عالم وجاهل صار الدين إلى حد لا يحتاج فيه منصف لنفسه إلى إكراه فيه
فقال تعالى ( لا إكراه في الدين ) }[2]
4 - ويقول الإمام الألوسي في تفسيره روح المعاني ( ومناسبة الآية الكريمة لما قبلها أنه سبحانه لما ذكر أن الكافرين هم الظالمون ؛ ناسب أن ينبههم جل شأنه إلى العقيدة الصحيحة التي هي محض التوحيد الذي درج عليه المرسلون علي اختلاف درجاتهم وتفاوت مراتبهم بما أينعت من ذلك رياضه ؛ وتدفقت حياضه و صدح عندليبه وصدع علي منابر البيان خطيبه فلله الحمد علي ما أوضح الحجة و أبان عن وجه المحجة ) 3 .
( لا إكراه في الدين )
(الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) [4].
6- وفي التحرير و التنوير يقول الشيخ ابن عاشور ( لما ذكر هول يوم القيامة ، وذكر حال الكافرين ، استأنف بذكر تمجيد الله تعالى وذكر صفاته إبطالا لكفر الكافرين وقطعا لرجائهم ، لأن فيها (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) ، وجعلت هذه الآية ابتداء لآيات تقرير الوحدانية والبعث ، وأودعت هذه الآية العظيمة هنا لأنها كالبرزخ بين الأغراض السابقة واللاحقة . )
كما يقول عن صلة آية الكرسي بالآية التي تليها :-
وتعقيب آية الكرسي بهذه الآية بمناسبة أن ما اشتملت عليه الآية السابقة من دلائل الوحدانية وعظمة الخالق وتنزيهه عن شوائب ما كفرت به الأمم ، من شأنه أن يسوق ذوي العقول إلى قبول هذا الدين الواضح العقيدة ، المستقيم الشريعة ، باختيارهم دون جبر ولا إكــراه ، ومن شأنه أن يجعل دوامهم على الشرك بمحل السؤال : أيتركون عليه أم يكرهون على الإسلام ، فكانت الجملة استئنافا بيانيا )[5].
7 – ويقول صاحب الظلال مبينا صلة الآية الكريمة بما قبلها { وبمناسبة الاختلاف بعد الرسل والاقتتال والكفر بعد مجيء البينات والإيمان .. بهذه المناسبة تجيء آية تتضمن قواعد التصور الإيماني، وتذكر من صفات الله سبحانه ما يقرر معنى الوحدانية في أدق مجالاته وأوضح سماته وهي آية جليلة الشأن عظيمة الدلالة واسعة المجال }
ثم يقول صاحب الظلال موضحا صلة آية الكرسي بما بعدها { .. وعندما يصل السياق بهذه الآية إلى إيضاح قواعد التصور الإيماني في أدق جوانبها، وبيان صفة الله وعلاقة الخلق به هذا البيان المنير.. ينتقل الى إيضاح طريق المؤمنين وهم يحملون هذا التصور ويقومون بهذه الدعوة وينهضون بواجب القيادة للبشرية الضالة الضائعة 00} [6]
المراجع
- غرائب القرآن وغرائب الفرقان 3/16.
- المرجع السابق 1 / 500
- - المرجع السابق 3/20
- المنار 3 / 20
- التحرير والتنوير 3 /17
- في ظلال القرآن 1 / 286