مقـارنـة بين المرأة من منظور الدين .. والمرأة من منظور الإلحــــاد


دكتور / هيثم طلعت علي سرور

 

الأُسرة في الديـن هي عُش الرجـل .. والأُم هي المُعلم الأول الذي لا يمكن استبداله بغيره

في المقابل يتحدث الإلحـاد بابتهاج عن التعليم الإجتماعي ومدارس الحضـانة .. الأُم تلد الإنسان وتُربيه أما الحضانة فإنها تُهيىء عضو في المجتمع - حيوان اجتماعي -.

 

الإلحـاد في صيغته النهائية لا يوجـد فيه شيء اسمه الأُسرة .. توجد ممارسـة للحب هذه الممارسة إذا نتج عنها أطفـال فإن هؤلاء الأطفـال يُودعون في مؤسسات خـاصة بهم .. هذا الأمر ليس مكتوبـا على الورق فقط بل هو واقـع جزئيـا في بعض البلاد ووقع كُليـا عندما حكم الإلحـاد في روسيـا .. وكما يقول الأكاديمي السوفيتي الكبير ستروميلين :- ( إن كل مواطن بعد مغادرته لمستشفى الولادة سيوضع في الحضـانة ثم يُرسل إلى المدرسة ثم يكون عضوا في المجتمع .)

ولذلك تقول سيمون دي بوفوار وناهيك عن شهرتها تقول :-  ( ستظل المرأة مُستعبدة حتى يتم القضـاء على خُرافـة الأُسـرة .)

 

فالأُسـرة والأُمـومة ينتميـان إلى المفهوم الديني أما الحضـانة والمؤسسات التربوية تنتمي إلى مفهوم آخر .

الإلحـاد صحيح طالما كان الإنسان حيـوان إجتماعي .. إنسان داروين لا يمانع أن يظل في حضـانة وأن يُدجن ويُقولب أما إذا آمنـا بروح الإنسان فإن أخص خصائص الإنسان هي فرديته التي لا شفـاء له منها فمن المستحيل قولبة الإنسان أو تدجينه .. ما أن يحصل على حيـاة الرخـاء والدعة حتى ينبذهـا بإستعلاء باحثا عن حريته وشخصيته وفرديته .. لقد وهب الله الإنسان الحريـة والشخصيـة والمسئولية الفردية لأن الحسـاب سيكون فردي

 

يُمجـد الدين الأُم فقد جعلها رمزا وسرا وكائنـا مُقدسـا فبالنسبة للدين الأُم لا تـزال حية .. في الإلحـاد هنـاك افتخـار دائم بعدد النسـاء اللاتي نزعتهن من الأُسـرة لتُلحقهن بطـابور الموظفـات العلاقة بين الرجل والمرأة في الدين تعتبر ميثاق غليـظ رباط مُقدس .. بينما في الإلحـاد وفي أبهى صورها لا تعدو أن تكون ممارسة حُب .

أحـال الإلحـاد المرأة إلى موضوع إعجـاب أو موضوع إستغلال وفي كلا الحالين هو يحرم المرأة من شخصيتها وهذا نُلاحظه بشده في طوابير الموديلات فقد تحـولت المرأة من كائن إنساني مُميـز إلى حيوان جميل ! بل حتى جميع النهضات النسائية ليست فيها المرأة أكثر من تابع يراد به الخير او يراد به الشر ....

في الدين تظل المرأة المُسِّنة في كنف أُسري عاطفي مُحـاط بالأولاد والأحفـاد .. بينما الإلحـاد يدخر كُل المجاملة للشابات الجميلات وكُل السخرية للمُسنـات فإذا لم تكن توجد أرواح إنسانية فإن المُسنـات هم أقل شيء نحتـاج إليه في هذا العالم وسيتم حشدهم في بيوت للمُسنـات أو قُل قبور مُبكرة .

تسير بيوت المُسنين جنبـا إلى جنب مع حضانات الأطفـال المحرومين فهما ينتميـان معا إلى النظام نفسه وهما في الحقيقة حالتان للنوع نفسه من الحلول فبيوت المُسنين وبيوت الأطفــال تُذكرنــا بالميلاد والموت الصناعيين .. كلاهما تتوفر فيه الراحة وينعدم فيهما الحب والدفء وكلاهما مضـاد للأُسـرة وكلاهما نتيجة للدور المُقلوب للمرأة في الحيـاة الإنسانية وبينهما ملمح مشترك ففي الحضـانة أطفـال بلا آباء وفي دور المسنين آبـاء بلا أطفـال وكلاهمـا المُنتج الرائع للإلحـاد .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ مقـارنـة بين المرأة من منظور الدين .. والمرأة من منظور الإلحــــاد

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day