مجالات التفكير
الأمور التي يجري فيها التفكير و يتعلق بها، أو قبل ذلك لعل من المناسب أن أذكر لكم الأمور التي سأذكرها تحت هذا العنوان و هي مجالات التفكير ..
أولها: الأمور التي يجري فيها هذا التفكير و يتعلق بها،
الثاني: محال التفكير ،
الثالث: و هو الإرشاد إلى صرف الهمة في التفكير بما يعني،
الرابع: فكر في مخلوقات الله و لا تفكر و ذاته،
الخامس: أنفع الفكر،
السادس:تفكر في كل ما حولك،
السابع: التفكير الضار و المذموم .متى يكون التفكير ضاراً؟
أما أولاً و هو الأمور التي يجري فيها التفكير و يتعلق بها و ذلك أربعة أمور ..
الأول: الغاية المطلوبة..الهدف.. يعني أن يفكر الإنسان في الهدف الذي يريد أن يصل إليه.
الثاني: أن يفكر في الوسيلة الموصلة لهذا الهدف..الآلية التي يتحقق بها هذا الهدف.
الثالث: و هو المضرة التي يجتهد في إبعادها و مجانبتها.
الرابع: الطريق و الوسيلة التي يستطيع بها التخلص من هذه المضرة و المفسدة بحيث لا يقع فيها. فهذه أربعة أمور هدفان و وسيلتان الهدف الأول الغاية المطلوبة من وسيلة تحقيقها و الهدف الثاني الغاية المرهوبة مع وسيلة النجاة و التخلص منها، فهذه الأمور التي يجري فيها تفكير العقلاء لا يتعدى هذه الأمور الأربعة مهما كانت مطلوباتهم و مهما جنّحت أفكارهم إلا الذين يسبحون في الخيال فسيأتي الحديث عنهم لكن الذي يفكر في أمور عملية في أمور يريد أن يحققها و أن يحصلها سواءً كانت ضارة أو نافعة سواءً كانت محمودة أو مذمومة هو إما أن يكون ذلك هدفاً له فيفكر فيه أو يكون ذلك من قبيل الوسيلة لهذا الهدف المطلوب أو يكون ذلك هدفاً مرهوباً أو يكون ذلك من قبيل التفكير في الوسيلة التي يتخلص بها من هذا الأمر أو الغاية المرهوبة.