جمالية الدين لا تدرك من ألفاظ بعينها في الشرع
إن (الجمالية) في الدين، لا تدرك من ألفاظ بعينها في الشرع فحسب، بل هي (مفهوم) مبثوث في أصول الدين وفروعه. إنها تؤخذ من كل معاني الخير والتخلق والتجمل، والتزين، والإحسان، ونحو هذا من معاني الجمال، المبثوثة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، مما من شأنه أن ينتج شعوراً بالجمال عند ممارسة الدين، ولدى الانخراط في الإبداع تحت ظلاله الوارفة!
ولن يكون التدين – من حيث هو حركة في النفس والمجتمع – جميلاً إلا إذا جَمُلَ باطنُه وظاهرُه على السواء، إذ لا انفصام ولا قطيعة في الإسلام بين شكل ومضمون، بل هما يتكاملان. وإنما الجمالية الدينية في الحقيقة هي: (الإيمان بالله) الذي يسكن نورُه القلبَ، ويعمره كما يعمر الماء العذب الكأس البلورية؛ حتى إذا وصل إلى درجة الامتلاء؛ فاض على الجوارح بالنور، فتجمل الأفعال والتصرفات التي هي فعل (الإسلام). ثم تترقى هذه في مراتب التجمل؛ حتى إذا وصلت درجةً من الحسن بحيث صار معها القلب شفافاً، يشاهد منازل الشوق والمحبة في سيره إلى الله؛ كان ذلك هو (الإحسان)!.
والإحسان هو:
عنوان الجمال في الدين، وهو الذي عرفه الحبيب المصطفى بقوله: (الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه! فإن لم تكن تراه فإنه يراك!).