في الإلحاد، لا تعريف لكلمة ”الله“
الإلحاد، مشتق من الكلمة الإغريقية atheos (بدون إله)، مذهب ينكر وجود إله أو لا يؤمن به؛ بعبارة أوضح هو يرى أن هذا الكون ليس له خالق حكيم، ولا مشرع للخلق يأمرهم وينهاهم ويحل لهم ويحرم عليهم، ولا قاضٍ عادل يحاسب كل مخلوق على أعماله! فمن وجهة نظر الإلحاد لا يوجد شيء وراء هذا العالم الطبيعي، المادي، المحدود، المغلق؛ ولا أبعد منه. الكون بكل ما فيه من مخلوقات وعجائب نشأ بشكل مادي عشوائي ولا يحتاج إلى خالق! ليس هناك تعريف أو معنى لكلمة "إله" في الإلحاد؛ أولًا: لرفضه التام لهذه الحقيقة، وثانيًا: لاعتباره أن مهمة تعريف الإله الحق تقع على عاتق من يؤمن بوجوده.
الإلحاد يحكم على أي شيء خارق للطبيعة أو متسامٍ عنها بأنه خارج قبضة العقل البشري؛ لا يمكن للعقل البشري الوصول إليه أو إدراك كيفيته، وبالتالي يتعذر عليه إثباته بالتجربة العلمية؛ مما يجعله مستحيل الوجود. الإلحاد يؤمن فقط بالحقائق الصلبة المرئية والعلوم التجريبية.
الإلحاد يصر على أن تقع جميع المسائل داخل نطاق تفكير وإدراك واستيعاب العقل البشري، بصور يمكن رؤيتها واختبارها وقياسها، وأي شيء يتجاوز حدود التجربة الإنسانية المحسوسة أو إطار العالم المادي يصفه الإلحاد بأنه مجرد خيال زائف!
وبوجه عام، يرى الملحدون أن فكرة وجود إله نشأت نتيجة للضعف البشري؛ فهي مجرد عكاز نفسي يساعد العاجزين وضعاف النفوس على السير في الحياة، أو أسطورة قديمة وشخصية خيالية دبرتها بعض العقول البدائية كمسكن للنفس، أو أداة للتحكم في العامة من الناس والسيطرة عليهم، أو رادع أخلاقي، أو محاولة لشرح الظواهر الطبيعية. فالحياة إجمالًا في نظر الملحدين لا تتطلب وجود إله، أو أنه لا يملك أي قوة أو سلطان عليهم، ولا تأثير له على حياتهم بأي شكل من الأشكال.
وعلى الرغم من الإلحاد لا يستطيع، سواء عن طريق المنطق أو العلم، أن يثبت بشكل مؤكد ادعاءه الرئيسي؛ وهو عدم وجود إله، فهو يلقي عبء الإثبات وتقديم الدليل على هؤلاء الذين يؤمنون بوجود إله. وتنقسم المواقف الملحدة إلى فئتين عريضتين: الفئة الأولى: تفتقر إلى الدليل المقنع والبرهان القاطع على وجود إله، والثانية: تجد الأدلة غير منطقية أو مناقضة لوجود إله، وفي نهاية المطاف تفترض عدم وجود من يستحق أن يُوصَف ويُلقَّب بالإله.