نفحات قرآنية في سورة الإسراء
قال تعالى: ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴾ [الإسراء: 16].
أي: بعد أن أكثرناهم وأغنيناهم وأمرناهم بالتكاليف الشرعية فسقوا فيها فحق عليهم العذاب فكانت النتيجة أن دمرناهم وأَبَدْنَاهُم.
ومعلوم كيف يكون فعل المترفين في استباحة المحرمات وإعطاء أنفسهم كل ما تهواها. وقوله: ﴿ أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا ﴾، وفي قراءة: (أمّرْنا مترفيها).
♦♦♦
قال تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23].
قال الشيخ المفسر محمد متولي الشعراوي: يربط الله غالبًا بر الوالدين بعبادته دائمًا؛ لأن الوالدين السبب الثاني لوجود الإنسان، والله هو السبب الأول؛ فمن لم يُقدِّر السبب الثاني جدير بأن لا يُقدِّر السبب الأول.
♦♦♦
قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36].
القيافة عند العرب: هي تتبع آثار الأقدام لمعرفة صاحبها، والمقصود في الآية: لا تتبع ما ليس لك به علم ولا تتجسس ولا تبني على الظنون.
♦♦♦
قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ﴾ [الإسراء: 97].
قوله: ﴿ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ ﴾ أي: إن الله يهدي من التمس الهداية، ويضل من أصرّ على الكفر.