نفحات قرآنية في سورة العنكبوت
﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾ [العنكبوت: 13].
أي: يحملون ذنوبهم ومثل ذنوب الذين أضلوهم؛ من غير أن ينقص من ذنوب الضالين شيء.
♦♦♦♦♦
﴿ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ [العنكبوت: 29].
سألت والدي رحمه الله: ما هو هذا المنكر في قوله تعالى: ﴿ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ ﴾، فقال: كان بعضهم يُسمِعُ ضُراطه للآخرين في مجالسهم العامة.
♦♦♦♦♦
﴿ وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ﴾ [العنكبوت: 38].
قوله: ﴿ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ﴾، أي: عارفين للحق بأن وَضَحَ لهم وفهموه فلم يهتدوا.
♦♦♦♦♦
﴿ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ﴾ [العنكبوت: 65].
قوله: ﴿ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ﴾، بأن ينسبون الفضل للأسباب، وينسون مسبب الأسباب، كأن ينسبونه لمهارة قائد المركبة، وخبرة الطبيب، ونحو ذلك.
♦♦♦♦♦
﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].
أطلق الجهاد في هذه الآية ليشمل جهادَ كلٍّ من النفس والشيطان والقرناء والأعداء، والمعنى: والذين جاهدوا النفس والشيطان والهوى وأعداء الدين ابتغاء مرضاتنا فسوف نهديهم طريقنا والسير إلينا.
ومجاهدة النفس تكون بمحاسبتها ومراقبتها، وحفظ الوقت وشغله فيما ينفع، ومجاهدة الشيطان تكون بالحذر منه، والتحصن منه بالأذكار الواردة وكثرة الاستغفار، ومجاهدة الأعداء تكون بقتالهم بالنفس والمال، وتكون أيضًا بالحجة والبيان، والردِّ عليهم وتفنيد شبهاتهم.