نفحات قرآنية في سورة لقمان
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [لقمان: 6]
قال ابن مسعود رضي الله عنه: هو والله الغناء، أي: هي المعازف والمغنيات، وردد القسم ثلاث مرات، وشراؤه، أي: استحبابه.
والآية أشمل من ذلك، أي: من الناس من يختار كل كلام محرم وكل لغو وفسوق؛ ليضل الناس عن الهداية وعن سبيل الله.
• • •
﴿ وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ ﴾ [لقمان: 32]
قوله: ﴿ كَفُورٍ ﴾، قال مجاهد: أي كافر، يعني: أنه فسر المقتصد في هذه الآية بالجاحد.
والمعنى: أنه عندما كان في البحر وغشيه الموج كالجبال وشعر بالهلاك دعا الله تعالى بإخلاص الدين له، وأنه سوف يبقى على هذا الإخلاص بعد أن يخرجه الله سالمًا معافى، ولكن لما أن الله نجاه من الهلاك جحد وعاد لكفره، ولذلك قال تعالى في آخر الآية: ﴿ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ ﴾.
قال ابن كثير: الختَّار: هو الغدَّار، وهو الذي كلما عاهد نقض عهده، والكفور: هو الجحود للنعم فلا يشكرها؛ بل يتناساها ولا يذكرها.
• • •
﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾[لقمان: 34]
هذه الخمس اختص الله تعالى بعلمها لا يعلمها أحد سواه.