ثمرات الإيمان باليوم الآخر


السيد مراد سلامة



الثمرة الأولى: الجد الاجتهاد في العمل:

أيها الإخوة، إن من أعظم الثمرات للإيمان باليوم الآخر أنها تدفع المسلم و المسلمة على الجد و الاجتهاد في الأعمال الصالحة و لقد كان السلف رحمهم الله همومهم وهممهم أخروية، فالسلف يعرفون أن الدنيا دار ممر لا دار مقر، ويعلمون أن الدنيا دار فناء لا دار بقاء؛ يقول الله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ﴾ [الشورى: 20]، واسمعوا قول ربكم عز وجل في محكم كتابه حيث يقول: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 15، 16]، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كانت الآخرة همَّه، جعل الله غِناه في قلبه، وجمع عليه شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همَّه، جعل الله فقره بين عينيه، وفرَّق عليه شمله، ولم يأتِهِ من الدنيا إلا ما قُدِّر له)) [أخرجه الترمذي (2465)، قال الشيخ الألباني: صحيح، انظر حديث رقم (6510) في صحيح الجامع].

علو همة عمير بن الحمام رضي الله عنه وطلبه للجنة:

وهذا عمير بن الحمام الصحابي الجليل في يوم بدر يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، قال عمير بن حمام الأنصاري: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات والأرض، قال: نعم، قال: بخٍ بخٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يحملك من قولك: بخ بخ؟ قال: والله يا رسول الله، إلا رجاءَ أن أكون من أهلها، قال: فإنك من أهلها، قال: فأخرج تمرات من قَرَنِهِ، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييتُ حتى آكل تمراتي هذه، إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قُتل) [أخرجه مسلم في الصحيح (3/ 1509 - 1511)، كتاب الإمارة (33)، باب ثبوت الجنة للشهيد (41)، الحديث (145/ 1901)].



الثمرة الثانية: الصبر على مصائب الدنيا:

اعلم بارك الله فيك أن من ثمرات الإيمان باليوم الآخر أن يصبر المسلم على مصائب الدنيا وشدائدها وهذا ما قرره الله تعالى في كتابه قال الله: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]. قال سليمان بن القاسم: كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ قال: كالماء المنهمر، وقال الأوزاعي: ليس يوزن لهم ولا يكال لهم، وإنما يغرف لهم غرفًا.

ثم هم يفوزون بالجنة والنجاة من النار: ﴿ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [المؤمنون: 111].

عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا وَلَمْ تَسْتَعْمِلْنِي فَقَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، ‌فَاصْبِرُوا ‌حَتَّى ‌تَلْقَوْنِي ‌عَلَى ‌الْحَوْضِ» [البخاري (4331)].

وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: (مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَمَّارٍ وَأَهْلِهِ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ) (فَقَالَ: ‌صَبْرًا ‌آلَ ‌يَاسِرٍ، ‌فَإِنَّ ‌مَوْعِدَكُمُ ‌الْجَنَّةُ) [صحيح السيرة ص154، وفقه السيرة ص103].

عن عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: قُلْتُ بَلَى، قَالَ: هَذِهِ السَّوْدَاءُ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ وَأَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللهَ لِي، قَالَ: إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ، وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ، دَعَوْتُ اللهَ لَكِ أَنْ يُعَافِيَكِ، قَالَتْ: لَا، بَلْ أَصْبِرُ، فَادْعُ اللهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ -أَوْ لَا يَنْكَشِفَ عَنِّي- قَالَ: فَدَعَا لَهَا [أخرجه البخاري في "صحيحه" (5625)، وفي "الأدب المفرد" (505)، ومسلم (2576)].



الثمرة الثالثة: الخوف من الله تعالى:

أيها الأحباب: ومن ثمرات الإيمان باليوم الآخر الخوف من الله تعالى فيبتعد المسلم و المسلمة عما حرم الله تعالى ويعمل بطاعته قال الله تعالى ﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى * ‌فَأَمَّا ‌مَنْ ‌طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 34 – 41].

عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «‌لَوْ ‌تَعْلَمُونَ ‌مَا ‌أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا» [أخرجه البخاري (6485)].

قال عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه لمّا طعن: «لو أنّ لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب اللّه قبل أن أراه!» [رواه البخاري 3692، شرح السنة للبغوي (14/ 373)، حلية الأولياء (1/52)].

علق ابن الجوزي: وأعجبًا من خوف عمر مع كماله وأمنك مع نقصانك!

بكى الحسن -رحمه الله-: فقيل: ما يبكيك؟ قال: «أخاف أن يطرحني غدا في النّار ولا يبالي» [حلية الأولياء (5 /269)].

قال عبد السلام، مولى مسلمة بن عبد الملك رحمه الله: بكى عمر بن عبد العزيز فبكت فاطمة، فبكى أهل الدار لا يدري هؤلاء ما أبكى هؤلاء، فلما تجلى عنهم العبر، قالت له فاطمة: بأبي أنت يا أمير المؤمنين، مم بكيت؟ قال: ذكرت يا فاطمة منصرف القوم من بين يدي الله عز وج‍ل، فريق في الجنة، وفريق في السعير، قال: «ثم صرخ وغشي عليه» [التخويف من النار لابن رجب (23)].



الثمرة الرابعة: الزهد في الدنيا:

واعلم بارك الله فيك أن من ثمرات الإيمان باليوم الآخر الزهد في الدنيا وزخرفها لأن المسلم يعلم أن الدنيا قنطرة توصله إلى الأخرة فيتخفف منها المسلم من متاعها.

لذا كان الحبيب صلى الله عليه وسلم كان يبن لنا تلك الحقيقة كما في الحديث عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالْخَنْدَقِ وَهُمْ يَحْفِرُونَ، وَنَحْنُ نَنْقُلُ التُّرَابَ عَلَى أَكْتَافِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللهُمَّ ‌لَا ‌عَيْشَ ‌إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةِ، فَاغْفِرْ لِلْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ [أخرجه عبد بن حميد (461)، والبخاري (5410) و (5413)، وابن ماجه (3335)].

عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال عمر في الحديث الطويل (وَإِنَّهُ لَعَلَى حَصِيرٍ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ شَيْءٌ وَتَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ وَإِنَّ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَرَظًا مَصْبُورًا وَعِنْدَ رَأْسِهِ أُهُبًا مُعَلَّقَةً فَرَأَيْتُ أَثَرَ الْحَصِيرِ في جَنْبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَبَكَيْتُ فَقَالَ مَا يُبْكِيكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فِيمَا هُمَا فِيهِ وَأَنْتَ رَسُولُ اللهِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ‌أَمَا ‌تَرْضَى ‌أَنْ ‌تَكُونَ ‌لَهُمَا الدُّنْيَا وَلَكَ الْآخِرَةُ [البخاري في صحيحه، في التفسير، سورة التحريم - ح 4913].

ومن زهده أبي ذر رضي اللّه عنه: ما رواه جعفر بن سليمان قال: دخل رجل على أبي ذر فجعل يقلب بصره في بيته فقال: يا أبا ذر، أين متاعكم؟ قال: لنا بيت وجه إليه صالح متاعنا. قال: إنه لابد لك من متاع ما دمت هاهنا. قال إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه [ابن الجوزي، صفة الصفوة 1 /595].



الثمرة الخامسة: من ثمرات اليوم الآخر قصر الأمل:

ومن ثمرات الإيمان باليوم الآخر قصر الأمل و علم الإنسان أن الدنيا مهما طالت فهي قصيرة ومهما عظمت فهي حقيرة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: اضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَصِيرٍ فَأَثَّرَ الْحَصِيرُ بِجِلْدِهِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ جَعَلْتُ أَمْسَحُ عَنْهُ، وَأَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا آذَنْتَنِي قَبْلَ أَنْ تَنَامَ عَلَى هَذَا الْحَصِيرِ فَأَبْسِطَ لَكَ عَلَيْهِ شَيْئًا يَقِيكَ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لِي وَلِلدُّنْيَا، وَمَا لِلدُّنْيَا وَلِي، مَا أَنَا وَالدُّنْيَا إِلَّا ‌كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ فِي فَيْءٍ، أَوْ ظِلِّ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا» [«مسند أحمد» (6/ 242 ط الرسالة): «وأخرجه الطيالسي (277)، ومن طريقه ابن ماجه (4109)].

«عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْكِبِي، فَقَالَ: «‌كُنْ ‌فِي ‌الدُّنْيَا ‌كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ» وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ، يَقُولُ: «إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ»» [«صحيح البخاري» (8/ 89) (6416)].

قَالَ عَلِيٌّ رضي اللّه عنه: ((إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اثْنَتَيْنِ طُولُ الأَمَلِ وَاتِّبَاعُ الْهَوَى، فَأَمَّا طُولُ الأَمَلِ فَيُنْسِي الآخِرَةَ وَأَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ، أَلا وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ وَلَّتْ مُدْبِرَةً وَالآخِرَةُ مُقْبِلَةٌ)) [«الجامع لعلوم الإمام أحمد - العقيدة» (4/ 396):«رواه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 76، والبيهقي في "الشعب" 7/ 369 (10614).»].

فَاعْمَلُوا لِلْبَاقِيَةِ، وَلَا تَلْتَفِتُوا كَذَلِكَ لِتِلْكَ الْمُدْبِرَةِ.

مَنْ ذَا الَّذِي يَبْنِي عَلَى مَوْجِ الْبَحْرِ دَارًا *** تِلْكُمُ الدُّنْيَا فَلا تَتَّخِذُوهَا قَرَارًا

وقال عبد الله بن مسعود رضي اللّه عنه: ما منكم إلا ضيف ومالُه عاريّة، فالضيف مرتحل، والعاريّة مؤداة إلى أهلها [أخرجه الطبراني: 8455].

وعن محمد بن واسع رحمه الله قال: قال خليد العصري رحمه الله: كلنا قد أيقن بالموت وما نرى له مستعدًا!، وكلنا قد أيقن بالجنة وما نرى لها عاملًا! وكلنا قد أيقن بالنار وما نرى لها خائفًا! فعلام تُعرِّجون؟ وما عسيتم تنتظرون؟ الموت؟ فهو أول وارد عليكم من الله، بخير أو بشر! يا إخوتاه سيروا إلى ربكم سيرًا جميلًا [موسوعة ابن أبي الدنيا 3/ 337].



الثمرة السادسة: أنه سلوة للمظلومين حيث أنهم يؤمنون أن هناك يوم سوف ترد فيه المظالم:

وقال الله تعالى: ﴿ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ﴾ [طه: 111].

فيا أيّها الظّالم لا تغفل فليس مغفولًا عنك، فأمامك يومٌ عصيبٌ، قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾ [إبراهيم: 42].

وقال أيضًا: ﴿ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [غافر: 17].

نعم: إنّه يوم استيفاء الحقوق الضّائعة في الدّنيا، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: لَمَّا رَجَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهَاجِرَةُ الْبَحْرِ، قَالَ: «أَلَا تُحَدِّثُونِي بِأَعَاجِيبِ مَا رَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ؟» قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَرَّتْ بِنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رَهَابِينِهِمْ، تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ، فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا فَخَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا، فَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا، فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: ‌سَوْفَ ‌تَعْلَمُ ‌يَا ‌غُدَرُ إِذَا وَضَعَ اللَّهُ الْكُرْسِيَّ، وَجَمَعَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَتَكَلَّمَتِ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلُ، بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْرِي وَأَمْرُكَ عِنْدَهُ غَدًا، قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَتْ، صَدَقَتْ كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لَا يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ؟» [صحيح سنن ابن ماجه" (رقم 3239)].





السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ ثمرات الإيمان باليوم الآخر

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day