شمس التوحيد
شمس التوحيد
قال أبو محمد:
لا تكن في أخذك للدنيا كحاطب ليل، ما يدري ما يقع بيده.
إني أراك في تصرفاتك كحاطب ليل، في ليلة ظلماء، لا قمر فيها، ولا ضوء معه، وهو في رملة كثيرة الدغل (1) والحشرات القاتلة، فيوشك أن يقتلك شيء منها.
كن في تصرفاتك مع شمس التوحيد والشرع والتقوى.
فإن هذه الشمس تمنعك عن الوقوع في شبكة الهوى والنفس والشيطان والشرك بالخلق [27]
نفاق
قال أبو محمد:
إذا كان التوحيد بباب الدار، والشرك داخل الدار، فهو النفاق بعينه.
ويحك! أنت لسانك يتقي، وقلبك يفجر.
لسانك يشكر، وقلبك يعترض.
ويحك! تدعي أنك عبده، وتطيع سواه.
لو أنك عبده على الحقيقة، لعاديت فيه وواليت فيه [11- 12]
باب الحياة
قال أبو محمد:
انتهزوا واغتنموا باب الحياة ما دام مفتوحاً، عن قريب يغلق عنكم.
اغتنموا أفعال الخير ما دمتم قادرين عليها.
اغتنموا باب التوبة، وادخلوا فيه ما دام مفتوحاً لكم.
اغتنموا باب الدعاء فهو مفتوح لكم.
اغتنموا باب مزاحمة إخوانكم الصالحين، فهو مفتوح لكم. [28]
فقه اللسان وعمل القلب
قال أبو محمد:
فقه اللسان بلا عمل القلب لا يخطيك إلى الحق خطوة.
السير سير القلب، والعمل عمل المعاني مع حفظ حدود الشرع بالجوارح، والتواضع لله عز وجل ولعباده.
من جعل لنفسه وزناً فلا وزن له.
من أظهر أعماله للخلق فلا عمل له.
الأعمال تكون في الخلوات، لا تظهر في الجلوات سوى الفرائض التي لا بد من إظهارها. [41]
خزائنه تعالى
قال أبو محمد:
دع عنك الشرك بالخلق، ووحد الحق عز وجل.
هو خالق الأشياء جميعها.
يا طالب الأشياء من غيره، ما أنت عاقل!!
هل شيء ليس هو في خزائن الله عز وجل.
قال عز وجل:
{وَإِن مِّن شَىْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَآئِنُهُۥ} [الحجر: 21]
[12]
المراجع
- الدغل: الفساد، وأصله: الشجر الملتف الذي يكمن أهل الفساد فيه.