حقيقة التوحيد

حقيقة التوحيد


محمد بن إبراهيم التويجري

حقيقة التوحيد و لبابه أن يرى الإنسان ربه ملك الملوك يخلق و يرزق ، و يعطي و يمنع ، و يأمر و ينهي ، و يفعل ما يشاء وحده لا شريك له : " أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " ( الأعراف / 54)


و يرى الأمور كلها من الله ، رؤية تقطع الالتفات إلى غيره من المخلوقات ، و يعبد الله وحده بما شرع مع كمال الحب و التعظيم و الذل له : " اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" ( التغابن / 13) .


و التوحيد ألذ شئ و أجمله و أحسنه و أطيبه ، و الشرك أنجس شئ و أقبحه و أقذره و أخبثه ، و التوحيد أطيب الطيبات ، و الشرك أخبث الخبائث .


و التوحيد حق الله وحده لا شريك له ، فلا يجوز صرفه لغيره : " فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا" ( الكهف / 110) .


و التوحيد أحق الحق و أعدل العدل ، و الشرك أبطل الباطل و أظلم الظلم : " وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ " ( لقمان / 13 ) .


و لهذا فإن الله يغفر من الذنوب ما يشاء إلا الشرك لمن مات عليه ، لشدة خبثه و نجاسته كما قال سبحانه : " إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا " ( النساء / 48)



السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ حقيقة التوحيد

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day