المحاور التي سلكها الشيخ عبدالقاادر في علاج امراض المجتمع (المحور السادس والسابع)
6- إنصاف القراء:
كان أمر إنصاف الفقراء واحداً من المحاور التي أخذت نصيبها من مجالس الشيخ، فهو يرى أن الفقير أخو الغني بالأخوة التي عقدها الله بين المؤمنين، والمؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ومن هذا المنطلق يخاطب الغني فيقول:
"إذا أحببت لنفسك أطايب الأطعمة، وأحسن الكسوة، وأطيب المنازل. . وأحببت لأخيك المسلم بالضد من ذلك فقد كذبت في دعواك كمال الإيمان".
ثم يقول: "يا قليل التدبير، لك جار فقير، ولك أهل فقراء، ولك مال عليه زكاة، ومعك قدر يزيد على قدر حاجتك إليه، فمنعك من العطاء لهم، هو الرضا بما هم فيه من الفقر. ." (1).
ويرى الشيخ أن السائل هدية من الله عز وجل فكيف يرد القادر على العطاء هذه الهدية، فيقول:
"واسوا الفقراء بشيء من أموالكم، لا تردوا سائلاً وأنتم تقدرون أن تعطوه شيئاً قليلاً كان أو كثيراً، وافقوا الحق عز وجل في حبه العطاء، واشكروه كيف أهَّلكم وأقدركم على العطاء، ويحك، إذا كان السائل هدية الله عز وجل، وأنت قادر على إعطائه، فكيف ترد الهدية على مهديها؟!" (2).
وبهذه المعاني الرفيعة كان يذكر الأغنياء بواجبهم. .
7- الإخلاص:
إن الإخلاص هو المدار الذي يتركز عليه قبول العمل. وقَلَّ مجلس للشيخ إلا وفيه نصيب للحديث عن هذا الموضوع.
ومن أقواله في ذلك:"عليك بالإخلاص في الأعمال، ارفع بصرك عن عملك وطلب العوض عليه، اعمل لوجه الله عز وجل، وكن من الذين يريدون وجهه" (1).
والنية هي المؤشر على الإخلاص، ولهذا ينصح الشيخ فيقول:
"يا غلام، إذا تكلمت فتكلم بنية صالحة، وإذا سكت، فاسكت بنية صالحة، كل من لم يقدم النية قبل العمل فلا عمل له" (2).
ويرشد إلى علامة الإخلاص فيقول:
"علامة إخلاصك: أنك لا تلتفت إلى حمد الخلق ولا إلى ذمهم" (3).
والإخلاص لا يكون مع العجب؛ ومن قوله في ذلك "لا تعجبن بشيء من أعمالك، فإن العجب يفسد العمل ويهلكه" (1).
"يا معجبين بأعمالكم ما أجهلكم! لولا توفيقه ما صليتم ولا صمتم ولا صبرتم" (2).
المراجع
- الفتح الرباني، ص 82.
- الفتح الرباني، ص 119.
- الفتح الرباني، ص 190.
- الفتح الرباني، ص 201.
- الفتح الرباني، ص 179.