قواعد حوارية وجدلية مع أصحاب الشبهات
القاعدة الأولى: (قبل الحوار): استيعاب مذهب المحاور، واستعراض مواده المرئية والمقروءة المتوفرة:
القاعدة الثانية: الاتفاق على قاعدة مشتركة في الحوار:
قد يستدل أحد الطرفين على الآخر بدليل صحيح، فيرده الطرف الآخر لعدم اعترافه بهذا النوع من الأدلة، فيقع التنازع ويضيع الوقت، بينما لو وقع اتفاق من البداية على مصادر الأدلة التي ينطلق منها في النقاش لكان ذلك أفضل، وأقرب طريقا، مع العمل بأن هذا الاتفاق لا يلزم في كل نقاش، وقد لا يتهيأ في بعض الأحيان، ولكنه بشكل عام مفيد ويختصر الوقت والجهد.
مثال ذلك: قد تحتج على ملحد بدلائل العقل الأولية على وجود الله كدليل السببية، فيبادرك القول بأنه لا يؤمن بغير المحسوسات، وأنه ينكر دلائل العقل.
القاعدة الثالثة تحرير محل النزاع:
في بعض النقاشات يدرك طرفا الحوار بعد مدة من البدء به أنهما متفقان غير مختلفين، وانما أساء كل منهما فهم الطرف الآخر، وهذا يكون كثيرا في حوارات شبكات التواصل، التي تشكل جوا من الشحن النفسي، والسرعة والتوتر، فيحسن بالمتحاورين أن يفهم كل منهما قول الآخر، ويحددان محل النزاع، ثم ينطلقان لهدف واضح.
ومن المؤسف ان بعض الشرعيين اذا أراد أن يتحدث عن شبهة معينة أو عن إشكال فكري فانه لا يكون مستوعبا لمحل النزاع أو لمأخذ الإشكال عند المخالف، فيرد عليه بما لا يزيل الإشكال، وهذا من ضعف التقدير وضيق النظر، بل الواجب إدراك محل النزاع ومناط الأشكال لتكون المعالجة مفيدة ومباشرة.
القاعدة الرابعة: التدقيق في كلام الطرف الآخر، ونقدُه والتنبيه للاشكالات التي يتضمنها:
الذي لا ينطلق من أساس منهجي محكم سيقع في تناقضات وإشكالات، إذا أبرزت له و للمتابعين، ظهر خطؤه، وضعف موقفه، ولذلك؛ فإن التدقيق في كلام المحاور، ومحاولة معرفة منطلقاته وطريقة استدلاله، تعين على استخراج ما يقع فيه من مخالفة مبادئه قبل مبادىء غيره، وعلى كشف تناقضاته، وسوء استدلالاته.
القاعدة الخامسة: عدم الاكتفاء بالدفاع:
موقف الدفاع أضعف من موقف الهجوم، خاصة ان لم تكن إجابات المدافع عن الحق في غاية الاحكام، كما أن أصحاب الشبهات على مختلف توجهاتهم لا تخلو مذاهبهم من اشكالات كبرى، يجب أن تبرز للناس، وذلك عن طريق اثارة الأسئلة حولها، وطلب الإجابة من المدافعين عنها.
والذي يسلكه الملحدون واللادينيون إنما هو اثارة الإشكالات على الإسلام دون نقد لمرتكزات أفكارهم وقواعد تصوراتهم، فيظهرون أمام الجمهور مظهر القوي، ويظهر صاحب الحق بنوع من الضعف، اللهم الا ان كان قد رزق من قوة الحجة والأسلوب ما أعطي أحمد ديدات رحمه الله تعالى، فهذا شيء آخر.
القاعدة السادسة: عدم التسليم بمقدمات باطلة:
القاعدة السابعة: أن كنت مدعيا فالدليل، وان كنت ناقلا فالصحة:
قال عضد الدين الأيجي في ((آداب البحث )) (( اذا قلت بكلام خبري، إن كنت ناقلا فالصحة، أو مدعيا فالدليل)). ‘
{قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا}
على صحة الدين النصراني، ويتركون الآيات الأخرى التي تبين كفر النصارى.
ومن أمثلة ذلك أيضا: الاستدلال بقول الله:
{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}
على أن الانسان مجبر مسير لا مخير، ويتركون الآيات الأخرى التي فيها اثبات المشيئة والارادة للانسان كقول الله سبحانه:
{فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}
ومن الأمثلة: استدلال منكري السنة بقول الله:
{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ}
وتركهم الآيات الأخرى التي فيها الأمر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم.