إنه سميع قريب:
جاء في "الصحيحين": أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع الصحابة رضي الله عنهم يدعون ربهم بأصوات مرتفعة؛ فقال صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس! اربعوا على أنفسكم؛ فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، ولكن تدعون سميعاً بصيراً"، وبمجرد أن ينتهي العبد من مناداته ومناجاته فإذا بالإجابة تلوح.. لأنه السميع العليم.
يسمع نداء المضطرين، ويجيب دعاء المحتاجين، ويعين الملهوفين، ويسمع حمد الحامدين، ويسمع دعاء الدعاين، ويسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، ويسمع خطرات القلوب، ويسمع هواجس النفوس، ويسمع مناجاة الضمائر.
تأتي امرأة تجادل في زوجها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم – وهي: خولة رضي الله عنها-، وعائشة رضي الله عنها في طرف البيت تقول أنها تسمع كلمة وتغيب كلمة، وبعد ذلك الجدال ينزل جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم بقوله عز وجل:
{قَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّتِى تُجَٰدِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِىٓ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَآ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌۢ بَصِيرٌ}
[المجادلة: 1]
يا له من قرب عجيب، وعلم عظيم، وسمع محيط!
سمع الله لأوليائه: سمع إجابة وحفظ وتوفيق، سمع يهدئ من روعهم كما هدأ من روع موسى عليه السلام عندما أعلن خوفه من الذهاب إلى فرعون، فقال له عز وجل:
{إِنَّنِى مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىٰ}
[طه: 46]
الله حاميهم، والله حسيبهم؛ وكفى به حسيباً!