فضل أهل الإيمان (20)


الشيخ ندا أبو أحمد


فضل أهل الإيمان :


24- أهل الإيمان هم أبعد الناس عن الريب والشك:


فالإيمان الصحيح يدفع الريبة والشك، ويقاوم ويقطع جميع الشكوك التي تعرض لكثير من الناس فتضرهم في دينهم، وليس لعلل الشكوك التي تلقيها شياطين الإنس والجن، والنفوس الأمارة بالسوء دواء الا تحقيق الإيمان قال الله عز وجل: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون ﴾ (الحجرات:15) (التوضيح والبيان لشجرة الإيمان للشيخ السعدي رحمه الله صــــ83).


فالإيمان هو المنقذ لأصحابه من الاضطراب النفسي فبالإيمان يعرف الانسان مبدأ الوجود كله ومنتهاه وغايته وهدفه، وبه تنحل عقد الشك من النفوس، ويزيل علامات الاستفهام.

والمجتمع المحروم من نعمة الإيمان مجتمع بائس تائه ولو كان يملك من الثروات والرغد المادي ما يملك وخير شاهد على ذلك كثرة القلق والاضطرابات والانتحار في الأمم المتقدمة .

فمن امتلأ قلبه بالإيمان امتلأ قلبه ثقة وطمأنينة ومن الرضا والسعادة ومن المعرفة واليقين وما يخلو قلب من الإيمان إلا امتلأ بالقلق والاضطراب ويستبد به الأسى والشقاء ويتخبط في الظلام ولا يعرف أين يضع قدميه في التيه الكئيب.


وها هو عمر الخيام أحد الضائعين يقول:
لبست ثوب العمر لم استشر            وحرت فيه بين شتى الفكر
وسوف أنضو الثوب عني ولم             أدر لما جئت أين المــفـــر؟


وها هو إيليا أبو ماضي وكلامه الذي يدل على حيرته وشكه وضياعه يقول:

جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت ولقد أبصرت قدامي طريقا فمضيت وسأبقى سائرا إن شئت هذا أم أبيت كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟

 لست أدري!!  أجديد أم قديم أنا في الوجود؟ هل أنا حر طليق أم أسير في قيود؟ هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود؟ أتمنى انني أدري... ولكن: لست أدري!!  وطريقي ما طريقي؟ أطويل أم قصير؟ هل أنا أصعد أم اهبط فيه وأغور؟   أأنا السائر في الدرب أم الدرب يسير؟ أم كلانا واقف والدهر يجري؟

لست أدري!!

إلى أخر ما قال في هذه القصيدة والتي تدل على تخبط هذا الإنسان في الحياة والتيه الذي حبس نفسه فيه ببعده عن الإيمان، وعدم القرب من الرحمن.


السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ فضل أهل الإيمان (20)

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day