الوارث
الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ ﴾ [الحجر: ٢٣].
وقال تعالى: ﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ﴾ [القصص: ٥٨].
معنى اسم الله الوارث:
الوارث في اللغة اسم فاعل من وَرِث، يقال: وَرِث من فلانٍ مالَه: أي صار إليه مالُه بعد موته، والوارث هو كل باقٍ بعد ذاهب.
فالله الوارث، أي: الباقي بعد فناء الخلق، المسترد أملاكهم وأموالهم، بل كل ما على الأرض راجع إليه سبحانه وحده لا شريك له، قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴾ [مريم: ٤٠]، فكل شيء راجعٌ إليه سبحانه بعد فناء الخلق وزوالهم كلهم وبقائه وحده جلَّ جلاله، قال عزَّ وجلَّ: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: ٢٦، ٢٧]، وقال سبحانه: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾ [القصص: ٨٨].
مقتضى اسم الله الوارث وأثره:
اسم الله الوارث فيه إثباتٌ لعظمة الله تعالى وكماله وجلاله، ففناء الخلق كلهم وبقاؤه سبحانه دليلٌ على كماله وعظمته وقوته، وعلى نقص الخلق وضَعفهم وقلة حيلتهم.
كما أن هذا الاسم يكشف للناس حقيقة ملكيتهم للأموال، وأنها ملكية نسبية ناقصة مؤقتة؛ لأنها فانية زائلة، فكل ما يملكه الخلق مردُّه إلى الله تعالى الوارث، فحري بالمسلم إذا تنبَّه لهذه الحقيقة أن يبذل من ماله ويجود به في وجوه البر والخير؛ لأن البخل بهذا المال والإمساك به لا يضر إلا صاحبه، فما فائدة إمساك المال إذا كان مآله في نهاية المطاف إلى الله الوارث جلَّ وعلا؟! قال تعالى: ﴿ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الحديد: ١٠].