الأول: نعت العبد المحب عند استيقاظه
فإذا استيقظ قلب هذا العبد المحب لله تعالى من منامه؛ صعد إلى الله تعالى بهمه وحنه وأشواقه، مشتاقا إليه، طالبا له، محتاجا إليه، عاكفا عليه، فحاله كحال المحب الذي غاب عن محبوبه الذي لا غنى له عنه، ولابد له منه، وضرورته إليه أعظم من ضرورته إلى النفس والطعام والشراب، فإذا نام، غاب عنه، فإذا استيقظ؛ عاد إلى الحنين إليه، وإلى الشوق الشديد والحب المقلق[1]، فحبيبه آخر خطراته عند منامه، وأولها عند استيقاظه،
كما قال بعض المحبين لمحبوبه:
وآخر شيء أنت فى كل هجعة وأول شيء أنت عند هبوبي [2]فقد أفصح هذا المحب عن حقيقة المحبة وشروطها، فإذا كان هذا في محبة مخلوق لمخلوق، فما الظن في محبة المحبوب الأعلى؟!
المراجع
- مقلق: فاقد الصبر. و عديم الصبر. قليل الاحتمال، انظر: تكملة المعاجم العربية، رينهارت بيتر أن دوزي
- 367/8 البيت لعلي بن الجهم، انظر: محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء للأصفهاني:61/2