الرابع: الربيع بن عبد الرحمن يصف أهل الليل، ويبكي لوصفهم
وهذا الربيع بن عبد الرحمن، العابد المحب لله تعالى، يصف أهل الليل، ويبكي لوصفهم؛ فعن محمد بن نصر المروزي؛قال:( قال الربيع بن عبدالرحمن رحمه الله : إن لله عبادا خماصا[1] له البطون عن مطاعم الحرام، وغضوا له الجفون عن مناظر الآثام، وأهملوا له العيون لما اختلط عليهم الظلام رجاء أن ينير لهم ظلمة قبورهم، إذا تضمنتهم الأرض بين أطباقها فهم في الدنيا مكتتبي، وإلى الآخرة يتطلعون، نفذت أبصار قلوبهم بالغيب إلى الملكوت؛ فرأت فيه ما رجت من عظيم ثواب الله؛ فازدادوا بذلك لله جدا واجتهادا عند معاينة أبصار قلوبهم ما انطوت عليه آمالهم، فهم الذين لا راحة لهم في الدنيا، وهم الذين تقر أعينهم غدا بطلعة ملك الموت عليهم؛ ثم بكى حتى بل لحيته بالدموع)[2]
المراجع
- خماصا، وأخلصوا: أضمروا بطونهم من قلة الطعام، وكثرة الصيام، انظر: المعجم الوسيط، لمجمع اللغة العربية:256/1
- مختصر قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر، للمروزي:70/1