التفسير التحليلي لآية الكرسي ( لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ )
خلقا وملكا وتصريفا وتدبيرا ، فهو سبحانه المتفرد بالألوهية لأنه الخالق الرازق المالك المصرف ، وكل ما سواه عبيد له .
قال صاحب المنار [ له ما في السموات وما في الأرض ] فهم ملكه وعبيده ، مقهورون لسنته ، خاضعون لمشيئته ، وهو وحده المصرف لشؤونهم والحافظ لوجودهم [1]
وذكر هنا المظروف دون الظرف اكتفاء بما ذكر في مواضع أخرى من أن السموات والأرض مخلوقة مملوكة له عز وجل [2]، ورد على الذين عبدوا آلهة من دون الله كالذين عبدوا الشمس أو القمر أو الحجر أو الشجر أو النار أو الماء أو الجن أو أحدا من المخلوقات المملوكة لله والتي لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.
وفي حاشية الصـاوي[3] : ولا نزاع في كون السموات والأرض ملكا لله
قال تعالى { ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم }
[ سورة الزخرف 9 ] [4]
وفي ذلك رد على الكفار حيث زعموا أن له شريكا فكأن الله يقول لهم : ما أشركتموه لا يخرج عن السموات والأرض وشأن الشريك أن يكون مستقلا خارجا عن مملكة الشريك الآخر .
قال صاحب فتح البيان : [ وأجري الغالب مجري الكل فعبر عنه بلفظ ما ) دون من ) وفيه رد على المشركين الذين عبدوا الكواكب التي في السماء والأصنام التي في الأرض فلا تصلح أن تعبد لأنها مملوكة مخلوقة له ] [5].
المراجع
- تفسير المنار 3/ 26
- من ذلك قوله تعالى في سورة آل عمران وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {189}
- الصاوي هو (أحمد بن محمد الصاوي )- (1175- 1227هـ ) تلقى تعليمه في الأزهر الشريف ،ومن أهم شيوخه أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي حامد العدوي المالكي الأزهري الشهير بالدردير ،من مؤلفاته حاشيته على الجلالين ، وأقرب المسالك لمذهب الإمام مالك ،ورسالة في مشتبهات القرآن 0 ترجمته في شجرة النور الزكية للشيخ محمد مخلوف 1/361 ط دار الفكر
- حاشية الصاوى 1/ 165
- فتح البيان 2 /93