المشهد الرابع: في جمالية الحياة الآخرة
الحياة الآخرة هذا المقابل للحياة الدنيا. فكلاهما حياة، ولكن شتان شتان بين الماء والزلال والسراب الهارب بين الرمال!.. فالحياة الآخرة وحدها هي الحياة!
{وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}
(العنكبوت: 64).
الحياة الآخرة جمال يومض بالجلال! فهي تبدأ بتغير أوضاع الكون، وإعادة خلقه من جديد. في عملية خلق إلهية عظيمة، ذات وقع على النفس كبير، يملؤها رغبةً ورهبةً، في سيرها الراحل إلى الله الملك العظيم..
لو لم يكن من جمال الآخرة وجلالها؛ إلا حقيقة الفصل بين الخلائق؛ لكفى بها جمالا في الشعور والاعتقاد! ألا ترى هذا التدفق البشري في الحياة الدنيا؛ وكيف يدوس بعضه بعضاً في ظلمات من الظلم والطغيان؟.. كيف تمضي الحياة الظالمة مستقرة مطمئنة خلال قرون وقرون دون قصاص؟.. إنه سؤال كبير لمن تفكر!