دعاء غير الله من الشرك الأكبر
لا يجوز أن نسأل غير الله: لأن الله وحده هو القادر ، وكل ما سواه عاجز ، والقادر هو الذي يجيب وليس العاجز { إن الله على كل شيء قدير } .
كيف نسأل غير الله : والله وحده هو الكريم الرحيم الرحمن فكيف تترك سؤال صاحب الرحمة الراحم بها وتسأل الذي لا يملك رحمة نفسه ولا غيره {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (فاطر : 2).
والله وحده هو القريب: فهو أقرب إليك من نفسك إذ يقول: { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }(ق : 16).
هو معك دائماً لا يغيب عنك أبداً ، فكيف تترك سؤاله ، وتسأل الذي يغيب ، كيف توسط البعيد العاجز بينك وبين القريب القادر .
والله وحده هو الغني وكل ما سواه فقير قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} فاطر15
فكيف تدعو من هو مثلك في الضعف والفقر والعجز والحاجة ؟! ، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ } الأعراف 194.
مثال واقعي : إذا كنت في حضرة ملك من الملوك وانشغلت عنه وأنت في حضرته بمن هو دونه، وأظهرت في حضرته تعظيم غيره، مقتك ... وحرمك .. وعاقبك ... وطردك ... فلماذا تعظم الملوك وتتذلل لهم وتخضع لغير الله وتطلب من غير الله، وأنت في مناجاة الله وأنت بين يديه وهو سبحانه المتكبر العظيم .
إن الأمة كلها بأنبيهائها وأوليائها وملوكها والناس جميعاً والجن والملائكة والشياطين وجميع الأحياء والأموات وكل شيء من دون اللّه ، لا يملك لنفسه ولا لغير شيء إلا بإذن اللّه تعالى { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ } (سورة سبأ: 22).