مشـروع مُسـرع الجُزيئــات العمـلاق ( سيرن ) في سويسـرا هل سيثُبت وجـود الجــن ؟
نظـرة في قانون الصدفة
قانون الصدفة law of choice يعني بإيجاز أنه إنعدام السبب الفاعل والسبب الغائي وهذا يستلزم غيبة النظام والإتساق وغيبة العناية والقصد والانضباط وبعبارة أخرى فإن قانون الصدفة يفيد الفوضوية والاعتباط السببي والتركيبي وبالتالي بديهيا لا تترتب عليه واقعية علميه ولذا استطاع سيسل هامان نقد الأمر بقوله:- ( لولا ثقة الانسان في أن هنالك قوانين يمكن اكتشافها وتحديدها لما أضاع الناس أعمارهم بحثا عنها فبدون هذا الإعتقاد وتلك الثقة في نظام الكون يصير البحث عبثا ليس ورائه طائل ولو أنه كلما أجريت تجربة أعطت نتائج مخالفة لسابقتها بسبب توقفها على المصادفة أو عدم وجود قوانين مسيطرة فأي تقدم كان من الممكن ان يحققه الإنسان .) إذن الصدفة تتناقض مع التقدم العلمي القائم على وجود قوانين ثابتة وبما أنه يوجد تقدم علمي إذن لا توجد صدفة ..وإذا كان اللادينيون قد اعترفوا بالسببية وبوجود السبب الفاعل فإنه يبقى عليهم الإعتراف بالغائية حتى تستقيم المعادلة ..
إثبات وجود الله بالعقل ..والإذعان إلى الرسل ..غاية ما وصل إليه فلاسفة الدنيا
السؤال الكبير:- هل العالم خلق صدفة ... من أين جاء العالم ومم يتألف .....هذه كانت بداية الفلسفة على يد فلاسفة مالطية في القرن السادس قبل الميلاد ... والعجيب في الأمر أن تلك الفترة من تاريخ الأرض تعد أزخر فترة بالرسل والأنبياء إلى جميع شعوب العالم إلى جميع الأمم - فارس والهند والصين وجنوب الجزيرة العربية واسرائيل والعراق والرومان - لكن يبدو أنه لابد للناس من تمحيص
أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ
2 سورة العنكبوت
.... فكان مجيء الفلاسفة الذين داروا في حلقة مفرغة ووصلوا في النهاية إلى البداية ...
وأتى أرسطو صاحب المنهج الإتجاهي الحذر وقال أنه لا يثق إلا بما تزودنا به الحواس الخمس إنها صدمة للعقل ... صدمة للنقل .. صدمة للتصور ... بل وصدمة للذات الإنسانية نفسها وتهجما في حقها وتحديدا لإمكانياتها وصدق الله
{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}
(7) سورة الروم
ولكن استاذه أفلاطون استاذ الأستاذين أسس الإتجاه الأفلاطوني الشهير الذي يسعى إلى الوصول إلى حقائق سرية مطلقة مختبئة عن طريق استخدام العقل إنه يعترف أن الحواس قاصرة جدا بل وربما تخدعنا فلابد من الإعتراف لمسلمات العقل وما يمليه علينا .... ويقول الأستاذ وايتهيلد أشهر فلاسفة القرن العشرين يقول إن الفلسفة الغربية بأسرها ليست أكثر من حواشي على أفلاطون ... وتجربة العصا الشهيرة خير شاهد على ذلك وكما يقول الفلاسفة :- إن حواسي تخدعني فهي تخبرني ان العصا المستقيمة تبدو مكسورة في الماء ...!!! أو بالتجربة الأخرى التي تقول أنه يبدو أن سجينا متمردا هرب إلى ضوء النهار وسرعان ما اكتشف أن هناك عالما أفضل وأكثر حقيقة في الخارج ....!!!!!! إن حصر التصور في المعطيات المحدودة ظلم للعقل وهضم للفهم وتكذيب بلا حجة ولا برهان وصدق الله
{بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ}
(39) سورة يونس
وأتى فيلسوف آخر محاولا بداية الحلقة من أولها مرة أخرى إنه ديكارت لقد وجد أن باتباع وسيلة الشك المنهجي الجذري أنه يستطيع أن يهدم معتقداته في كل شيء حتى أفكاره المجردة يمكن أن تكون خطأ أو وهم فقد يكون هناك شيطان يوسوس له بالظن أنه في حالة يقظة وانه يقوم بعمليات رياضية دقيقة في الوقت الذي يكون فيه نائم ... إنه نوع من الشك التصاعدي الذي لا يرحم ولكن محاولة الشك في أنك تفكر هي محاولة يائسة .. وبهذا الإستبصار اكتشف ديكارت الكوجيتو cogito وهي اختصار لكلمة لا تينية معناها أنا أفكر إذن أنا موجود .... لقد عاد الرجل مرة أخرى ونضج عقله واستبصر الحق من نفس الشكوك التي كانت تراوده لقد قال ديكارت إن الله لابد أن يتضمن التفكير العقلي المجرد كالأفكار الواضحة المتميزة أي أننا نستطيع إثبات ذاته ولكن لا يمكننا الإحاطة بتلك الذات العظيمة وقال إننا نستطيع أن نكون على يقين من حجم البرتقالة ووزنها لكننا لا نكون على يقين من لونها ومذاقها ورائحتها وهذا ضرب من ضروب الفلسفة التي يستخدمها للوصول إلى المعرفة اليقينية ... وهكذا الكل يُقر والكل يُذعن .... لقد قال هيوم إن العقل قد بولغ جدا في تقديره ... وكما يقول باسكال إن للقلب حججه التي لا يعرفها العقل ... هناك أمور لم يطلع عليها العقل وهناك أمور لا يقبلها العقل فالأولى تؤيدها الفطرة وتتبناها والثانية لا يعرفها الدين الحق ......... فالأمور التي لم يطلع عليها العقل كالجنة والنار وغيرها لا يحق له ان ينكرها وإلا كان محض افتراء بل ومناقضة للعقل نفسه الذي حكم بإنكارها .
إن الوصول إلى اليقين من وجود الله هو منتهى ما وصل إليه الباحثون واعترفوا به وأذعنوا له .
مشـروع مُسـرع الجُزيئــات العمـلاق ( سيرن ) في سويسـرا هل سيثُبت وجـود الجــن ؟
هناك لغز قديم يحير العلمـاء منذ اكتشاف نيوتن لقوانين الجاذبية 1667م وهذا اللغز يتمثل في أن الأرض ذات قوة الجذب العملاقة والتي تجذب القمر مثلا في مدارها يمكن تحدي هذه القوة العملاقة ببساطة عن طريق رفع قطعة من الحديد بمغناطيس صغيرجدا متحديا قوة جذب الأرض بأكملها لتلك القطعة .. أنت أيضا لا تحتاج أي طاقة في رفع التفاحة من على الأرض وتحدي قوة جذب الأرض العملاقة لها . كل هذا حدا بالعلمـاء إلى افتراض خطير جدا جعلهم يُنشئون أكبر مشروع علمي على وجه الأرض وهذا الإفتراض يقول أن الجزئيات المسؤولة عن نقل الجاذبية Graviton غير مستقرة في عالمنا المادي وتهرب إلى عوالم أُخرى وهذا ما يُضعف قوة الجاذبية بالمقارنة بالقوى الأُخرى ( جدير بالذكر أن القوة الكهرومغناطيسية مثلا أقوى من قوة الجاذبية بمليارات المرات ) وبالتالى فهذه ال Graviton تهرب إلى عوالم أُخرى إما أن تكون هذه العوالم أكوان موازية لنا أو أن أجساما أثيرية تُحيط بنا لا تُدرَك بالمادة المجردة تعيش بيننا وتتكاثر بكثرة رهيبة جدا بحيث تمتص كل هذه ال Graviton لإثبـات هذه الفرضيـات قام العلمـاء بإنشاء مسرع الجزيئـات العملاق سيرن CERN وهو أكبر مشروع علمي على وجه وهوعبارة عن نفق عملاق يقع بين سويسرا وفرنسا ويمتد تحت الأرض على شكل أنبوب دائري طوله 27 كيلومتر ويتم فيه تسريع ذرات الهيدروجين بعد فصلها من الكتروناتها إلى سرعات تقارب سرعة الضوء ثم تسييرها بإتجاهات معاكسة لتصطدم ويتم بعدها فورا رصد جزئيات الجاذبية Graviton وهي تختفي بعد الاصطدام مباشرة . ويعمل بCERN حاليا 7931 عالم ومهندس من أجل إثبـات قضية دافعت عنها الكتب الدينية لزمـن طويـل.
حاولت أمريكـا إحراز قصب السبق في هذا الأمر بإنشـاء مسرع الجزيئـات العملاق FERMILAB لكن لم يتح لها FERMILAB ما أتاحه CERN من إمكانات
قام العالم الشهير ED WITEN وهو من أكبر علمـاء الفيزياء في العالم بتصحيح الأخطـاء في نظرية الأوتـار الفائقة وأسمى نظريته الجديدة بإسم النظرية M وهذه هي النظرية المسئولة عن الإفتراض القائل بأن جزيئـات الجاذبية Graviton تهرب إلى أبعاد موازية وعددها 11 بُعـد وعندما سألوه لماذا أسماها النظرية M قال لأن M هو أول حروف MYSTERY أي الأسطورة والغموض لأن نظريته تُثبت أسطورة إثبـاتا علميـا .
وتقول ليزا راندال الفيزيائية بجامعهة هارفارد أن النظريـة M ما زالت تُمثل اللغز الكبير ونطمح خلال العام القادم أن يُمدنا مسرع الجزيئـات العملاق CERN ببيانات هروب جزيئـات الجاذبية إلى الأكوان الموازيـة.
والأجسام الأثيرية التي من المُفترض أنها تمتص جزيئات الجاذبية هي أجسام لا تخضع للأبعـاد المادية المعروفة وهي مُحيطـة بنا في كل مكان ولها خواص الإنتقال والحركة والتكاثر يسميها العلمـاء أجسام أثيرية وتسميهـا الأديـان الجن .. ودخل مصطلح الأجسـام الأثيرية أول مرة في قاموس العلم في علوم ما يسمى بعلوم التصوير الروحي physical photography والبحوث الخاصة بظواهر كظاهرة التخاطر أو علم نقل الأفكار عن بعد telepathy وظاهرة الرؤية عن بعد clain voidance
وفي النهـاية يقول ستيفن وينبيرغ :- ( لا بد أن تقدم هذه النظرية شيئا لمعارفنا يوما ماً. والكل هنا يعمل عليها بجد كبير) إنه إصـرار غريب من العلم على إثبـات قضايا دافعت عنها الكتب الدينيه قديمـا .
---------------
المراجع للإستزادة :- الله يتجلي في عصر العلم تأليف مجموعة من العلماء الأمريكان ص 142