أولًا: أقوال بعض الصحابة والتابعين في اسم الله (البصير):
1- قال ابن عباس -رضي الله عنهما- {البصير}: أي بأعمالكم. [تنوير المقباس من تفسير ابن عباس، ينسب: لعبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - (المتوفى: 68هـ)، 1/406].
ثانيًا: أقوال بعض المفسرين في تفسير اسم الله (البصير):
1- قال الطبري: {البصير}: لأعمال العباد، لا يخفى عليه من ذلك شيء، ولا يعزب عنه علم شيء منه، وهو محيط بجميعه، محص صغيره وكبيره. [تفسير الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ)، 21/510].
2- قال السمرقندي: {البصير}: بهم وبأعمالهم. [بحر العلوم، أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي (المتوفى: 373هـ)، 3/ 238].
3- قال مكي بن أبي طالب: {البصير}: أي: بأعمالهم، لا يخفى عليه منها شيء. [الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره، وأحكامه، وجمل من فنون علومه، أبو محمد مكي بن أبي طالب حَمّوش بن محمد بن مختار القيسي القيرواني ثم الأندلسي القرطبي المالكي (المتوفى: 437هـ)، 10/6566].
4- قال الفخر الرازي: {البصير}: مبصرا للمرئيات. [مفاتيح الغيب = التفسير الكبير، أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى: 606هـ)، 27/585].
5- قال البيضاوي: {البصير}: لكل ما يُبصَر. [أنوار التنزيل وأسرار التأويل، ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي (المتوفى: 685هـ)، 5/78].
6- قال جلال المحلي وجلال السيوطي: {البصير}: لما يُفعل. [تفسير الجلالين، جلال الدين محمد بن أحمد المحلي (المتوفى: 864هـ) وجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (المتوفى: 911هـ)، 1/639].
7- قال أبو السعود: {البصير}: المبالغ في العلم بكل ما يُبصَر. [تفسير أبي السعود - إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم، أبو السعود العمادي محمد بن محمد بن مصطفى (المتوفى: 982هـ)، 8/25].
8- قال الآلوسي: {الْبَصِيرُ} المدرك إدراكا تاما لجميع المبصرات أو الموجودات لا على سبيل التخيل والتوهم ولا على طريق تأثر حاسة ولا وصول شعاع. [روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي (المتوفى: 1270هـ)، 13/21].
ثالثًا: أقوال بعض أهل العقيدة في اسم الله (البصير):
1- قال ابن تيمية: وقد علم أن طريقة سلف الأمة وأئمتها إثبات ما أثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل.
وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه مع إثبات ما أثبته من الصفات من غير إلحاد: لا في أسمائه ولا في آياته فإن الله تعالى ذم الذين يلحدون في أسمائه وآياته كما قال تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون} وقال تعالى: {إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم} الآية. فطريقتهم تتضمن إثبات الأسماء والصفات مع نفي مماثلة المخلوقات: إثباتا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل كما قال تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} ففي قوله {ليس كمثله شيء} رد للتشبيه والتمثيل وقوله: {وهو السميع البصير} رد للإلحاد والتعطيل. [مجموع الفتاوى لابن تيمية 3/3 - 4].
2- قال ابن القيم: فاسم (السميع البصير) يقتضي مسموعا ومبصرا ويستحيل تعطيل هذه الأسماء والصفات إذ هي أسماء حسنى وصفات كمال ونعوت جلال وأفعال حكمة وإحسان وجود فلا بد من ظهور آثارها في العالم. [مدارج السالكين لابن القيم 1/225].