مفهوم الاسم

المعنى اللُّغويُّ:

الجبار: أصل جبر في الكلام إنما وضع للنماء والعلو ويقال جبر الله العظم إذا نماه.

وقال العجاج:

(قد جبر الدّين الْإِلَه فجبر ...)

وَيُقَال نَخْلَة جبارَة إِذا فَاتَت الْيَد وفواتها الْيَد علو وَزِيَادَة

وَقَالَ الشَّاعِر

(طَرِيق وجبار رواء أُصُوله ... عَلَيْهِ أبابيل من الطير تنعب)

والله تعالى عال على خلقه بصفاته العالية وآياته القاهرة وهو المستحق للعلو والجبروت تعالى.

[تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج 1/34 - 35].

الجبار في حق الله تعالى: الجبار بمعنى العلي الأعلى، وبمعنى القهار، وبمعنى الرؤوف، الجبار للقلوب المنكسرة، وللضعيف العاجز، ولمن لاذ به، ولجأ إليه.

وله ثلاثة معان: كلها داخلة باسمه الجبار: 

المعنى الأول: فهو الذي يجير الضعيف، وكل قلب منكسر لأجله، فيجبر الكسير ويغني الفقير ويُيّسر على المعسر كل عسير، ويجبر المصاب بتوفيقه للثبات، والصبر، ويعيضه على مصابه أعظم الأجر إذا قام بواجبها، ويجبر جبراً خاصاً قلوب الخاضعين لعظمته وجلاله، وقلوب المحبين بما يفيض عليها من أنواع كراماته، وأصناف المعارف والأحوال الإيمانية فقلوب المنكسرين لأجله جبرها دان قريب وإذا دعا الداعي فقال: "اللهم أجبرني، فإنه يريد هذا الجبر الذي حقيقته اصلاح العبد ودفع جميع المكاره عنه".

والمعنى الثاني: أنه القهار لكل شيء، الذي دان له كل شيء، وخضع له كل شيء.

والمعنى الثالث: أنه العلي على كل شيء، فصار الجبار متضمناً لمعنى الرؤوف القهار العلي، وقد يراد به معنى رابع وهو المتكبر عن كل سوء، ونقص، وعن مماثلة أحد، وعن أن يكون له كفؤ أو ضد أو سمي أو شريك في خصائصه، وحقوقه.

[تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي 1/176- 177].

قال الحليمي في قول من يجعله من الجبر الذي هو نظير الإكراه لأنه يدخل في إحداث الشيء عن عدم فإنه إذا أراد وجوده كان لم يتخلف كونه عن حال إرادته، ولا يمكن فيه غير ذلك، فيكون فعله له كالجبر، إذ الجبر طريق إلى دفع الامتناع عن المراد، فإذا كان ما يريده الباري جل وعز لا يمتنع عليه فذاك في الصورة جبر، وقد قال الله عز وجل: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: 11] وقد قيل في معنى الجبار غير هذا، فمن ألحقه بهذا الباب لم يميزه عن الإبداع، وجعل الاعتراف له بأنه بديع اعترافا له بأنه جبار وقال أبو سليمان الخطابي فيما أخبرته عنه: الجبار الذي جبر الخلق على ما أراد من أمره ونهيه، يقال: جبره السلطان وأجبره بالألف ويقال: هو الذي جبر مفاقر الخلق وكفاهم أسباب المعاش والرزق، ويقال: بل الجبار العالي فوق خلقه، من قولهم تجبر النبات إذا علا.

[الأسماء والصفات للبيهقي 1/87].

ماورد فيه من القرآن

ذكر اسم الله (الجبار) في القرآن الكريم في موضع واحد.

أولًا: الموضع الذي ورد فيه الاسم بلفظ (الجبار).

{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ}

[الحشر: 23].

المزيد

ماورد فيه من السنة النبوية

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِئَةً غَيْرَ وَاحِدَةٍ، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ، الرَّحِيمُ، الْمَلِكُ، الْقُدُّوسُ، السَّلامُ، الْمُؤْمِنُ، الْمُهَيْمِنُ، الْعَزِيزُ، الْجَبَّارُ، الْمُتَكَبِّرُ، الْخَالِقُ، الْبَارِئُ، الْمُصَوِّرُ، الْغَفَّارُ، الْقَهَّارُ، الْوَهَّابُ، الرَّزَّاقُ، الْفَتَّاحُ، الْعَلِيمُ، الْقَابِضُ، الْبَاسِطُ، الْخَافِضُ، الرَّافِعُ، الْمُعِزُّ، الْمُذِلُّ، السَّمِيعُ، الْبَصِيرُ، الْحَكَمُ، الْعَدْلُ، اللَّطِيفُ، الْخَبِيرُ، الْحَلِيمُ، الْعَظِيمُ، الْغَفُورُ، الشَّكُورُ، الْعَلِيُّ، الْكَبِيرُ، الْحَفِيظُ، الْمُقِيتُ، الْحَسِيبُ، الْجَلِيلُ، الْكَرِيمُ، الرَّقِيبُ، الْمُجِيبُ، الْوَاسِعُ، الْحَكِيمُ، الْوَدُودُ، الْمَجِيدُ، الْبَاعِثُ، الشَّهِيدُ، الْحَقُّ، الْوَكِيلُ، الْقَوِيُّ، الْمَتِينُ، الْوَلِيُّ، الْحَمِيدُ، الْمُحْصِي، الْمُبْدِئُ، الْمُعِيدُ، الْمُحْيِي، الْمُمِيتُ، الْحَيُّ، الْقَيُّومُ، الْوَاجِدُ، الْمَاجِدُ، الْوَاحِدُ، الصَّمَدُ، الْقَادِرُ، الْمُقْتَدِرُ، الْمُقَدِّمُ، الْمُؤَخِّرُ، الأَوَّلُ، الآخِرُ، الظَّاهِرُ، الْبَاطِنُ، الْوَالِي، الْمُتَعَالِي، الْبَرُّ، التَّوَّابُ، الْمُنْتَقِمُ، الْعَفُوُّ، الرَّءُوفُ، مَالِكُ الْمُلْكِ، ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ، الْمُقْسِطُ، الْجَامِعُ، الْغَنِيُّ، الْمُغْنِي، الْمَانِعُ، الضَّارُّ، النَّافِعُ، النُّورُ، الْهَادِي، الْبَدِيعُ، الْبَاقِي، الْوَارِثُ، الرَّشِيدُ، الصَّبُورُ".

[حديث غريب، أخرجه الترمذي 5/ 530 حديث 3507].

المزيد

حال السلف مع الاسم

أولًا: أقوال بعض الصحابة والتابعين في اسم الله (الجبار): 

1- قال علي بن أبي طالب – رضي الله عنه: جبار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها. [التوحيد  ومعرفة أسماء الله عز وجل وصفاته على الاتفاق والتفرد لابن منده، 2/74].

2- قال ابن عباس -رضي الله عنهما- {الجبار}: العظيم، الغالب على عباده. [تنوير المقباس من تفسير ابن عباس، ينسب: لعبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - (المتوفى: 68هـ)، 1/466].

المزيد

التعبد بالاسم

1- تعظيم الله تعظيما يليق بجلاله وعظمته:

فإنه سبحانه قهر الجبابرة وعلاهم بعظمته فلا يجري عليه حكم حاكم فينقاد ،ولا أمر آمر فيلزمه الامتثال ، بل هو آمر غير مأمور ،قاهر غير مقهور ،(لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ) الأنبياء 23

2- اللجوء إلى الله عند الشدائد، والكربات:

المزيد

المقالات

المزيد

كروت

...