أولًا: أقوال بعض الصحابة والتابعين في أسماء الله (الغفور - الغفار - الغافر):
1- قال ابن عباس - رضي الله عنهما- {غافر الذنب} لمن قال لا إله إلا الله. [تنوير المقباس من تفسير ابن عباس، ينسب: لعبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - (المتوفى: 68هـ)، جمعه: مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى (المتوفى: 817هـ)، ص 392].
2- وقال سعيد بن جبير: {الغفور}: يعني: غفور الذنوب. [تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم، أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، الرازي ابن أبي حاتم (المتوفى: 327هـ)، 7/2200].
3- كَانَ أَحْمَدُ بن حنبل: يمشي في الوحل ويتوقى فغاصت رجله فخاض وقال لأصحابه: هكذا العبد لا يزال يتوقى الذنوب فإذا واقعها خاضها. [الآداب الشرعية والمنح المرعية، محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج، أبو عبد الله، شمس الدين المقدسي الرامينى ثم الصالحي الحنبلي (المتوفى: 763هـ) 1/ 82].
ثانيًا: أقوال بعض المفسرين في تفسير أسماء الله (الغفور - الغفار - الغافر):
1- قال التستري: {غافر}: ساتر الذنب على من يشاء. [تفسير التستري، أبو محمد سهل بن عبد الله بن يونس بن رفيع التُستري (المتوفى: 283هـ)، ص 136].
2- قال الطبري: {الغفور}: أي ساتر ذنوبَ عباده بعفوه عنها، متفضل عليهم بالرحمة. [جامع البيان في تأويل القرآن، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ)، 4/319].
3- قال السمرقندي: {غافر}: لمن يقول: لا إله إلا الله، مخلصاً، يستر عليه ذنوبه. [بحر العلوم، أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي (المتوفى: 373هـ)، 3/197].
4- قال مكي بن أبي طالب: {الغفور}: أي: ساتر: لذنوب الناس. [الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره، وأحكامه، وجمل من فنون علومه، أبو محمد مكي بن أبي طالب حَمّوش بن محمد بن مختار القيسي القيرواني ثم الأندلسي القرطبي المالكي (المتوفى: 437هـ)، 3/1814].
5- قال القشيري: {الغفار}: كثير المغفرة. [لطائف الإشارات = تفسير القشيري، عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري (المتوفى: 465هـ)، 2/ 469].
6- قال السمعاني: {الغفور}: هُوَ الستور بذنوب عباده. [تفسير القرآن، أبو المظفر، منصور بن محمد بن عبد الجبار ابن أحمد المروزى السمعاني التميمي الحنفي ثم الشافعي (المتوفى: 489هـ)، 6/199].
7- قال أبو الفرج الجوزي: {الغفور}: من أسماء الله، عزّ وجلّ، وهو من قولك: غفرت الشيء: إذا غطيته، فكأنّ الغفور الساتر لعبده برحمته، أو الساتر لذنوب عباده. والغفور: هو الذي يكثر المغفرة، لأن بناء المفعول للمبالغة من الكثرة، كقولك: صبور، وضروب، وأكول. [زاد المسير في علم التفسير، جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)، 1/167].
8- قال فخر الدين الرازي: {غافر الذنب}: قال الجبائي: معناه أنه غافر الذنب إذا استحق غفرانه إما بتوبة أو طاعة أعظم منه، ومراده منه أن فاعل المعصية إما أن يقال إنه كان قد أتى قبل ذلك بطاعة كان ثوابها أعظم من عقاب هذه المعصية أو ما كان الأمر كذلك فإن كان الأول كانت هذه المعصية صغيرة فيحبط عقابها، وإن كان الثاني كانت هذه المعصية كبيرة فلا يزول عقابها إلا بالتوبة، ومذهب أصحابنا أن الله تعالى قد يعفو عن الكبيرة بعد التوبة، وهذه الآية تدل على ذلك وبيانه من وجوه الأول: أن غفران الكبيرة بعد التوبة وغفران الصغيرة من الأمور الواجبة على العبد، وجميع الأنبياء والأولياء والصالحين من أوساط الناس مشتركون في فعل الواجبات، فلو حملنا كونه تعالى غافر الذنب على هذا المعنى لم يبق بينه وبين أقل الناس من زمرة المطيعين فرق في المعنى الموجب لهذا المدح وذلك باطل، فثبت أنه يجب أن يكون المراد منه كونه غافر الكبائر قبل التوبة وهو المطلوب الثاني: أن الغفران عبارة عن الستر ومعنى الستر إنما يعقل في الشيء الذي يكون باقيا موجودا فيستر، والصغيرة تحبط بسبب كثرة ثواب فاعلها، فمعنى الغفر فيها غير معقول، ولا يمكن حمل قوله غافر الذنب على الكبيرة بعد التوبة، لأن معنى كونه قابلا للتوب ليس إلا ذلك، فلو كان المراد بكونه غافر الذنب هذا المعنى لزم التكرار وإنه باطل فثبت أن كونه غافر الذنب يفيد كونه غافرا للذنوب الكبائر قبل التوبة الثالث: أن قوله غافر الذنب مذكور في معرض المدح العظيم، فوجب حمله على ما يفيد أعظم أنواع المدح، وذلك هو كونه على الكبيرة بعد التوبة، لأن معنى كونه قابلا للتوب ليس إلا ذلك، فلو كان المراد بكونه غافر الذنب هذا المعنى لزم التكرار وإنه باطل فثبت أن كونه غافر الذنب يفيد كونه غافرا للذنوب الكبائر قبل التوبة الثالث: أن قوله غافر الذنب مذكور في معرض المدح العظيم، فوجب حمله على ما يفيد أعظم أنواع المدح، وذلك هو كونه غافرا للكبائر قبل التوبة، وهو المطلوب، وهو المطلوب. [مفاتيح الغيب - التفسير الكبير، أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى: 606هـ)، 27/483، 484].
9- قال القرطبي: {الغفور}: يستر ذنوبكم. [الجامع لأحكام القرآن - تفسير القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى: 671هـ)، 14/284].
10- قال البيضاوي: {الغفار}: الذي يغفر ما يشاء من الذنوب لمن يشاء. [أنوار التنزيل وأسرار التأويل، ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي (المتوفى: 685هـ)، 5/33].
ثالثًا: أقوال بعض أهل العقيدة في أسماء الله (الغفور - الغفار - الغافر):
1- قال ابن القيم: المغفرة فضل من الله، وإلا فلو أخذك بمحض حقه، كان عادلا محمودا، وإنما عفوه بفضله لا باستحقاقك، فيوجب لك ذلك أيضا شكرا له ومحبة، وإنابة إليه، وفرحا وابتهاجا به، ومعرفة له باسمه الغفار ومشاهدة لهذه الصفة، وتعبدا بمقتضاها، وذلك أكمل في العبودية، والمحبة والمعرفة. [مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ)، 1/223].
2- قال الهراس: الغفور: مبالغة في الغفر، ومعناه الذي يكثر منه الستر على المذنبين من عباده، والتجاوز عن مؤاخذتهم.
وأصل الغفر: الستر، ومنه يقال: الصبغ أغفر للوسخ. ومنه: المغفر لسترة الرأس. (شرح العقيدة الواسطية، ويليه ملحق الواسطية، محمد بن خليل حسن هرّاس (المتوفى: 1395هـ)، 1/106).