أولًا: أقوال بعض الصحابة والتابعين في اسم الله (الحسيب):
1- قال ابن عباس -رضي الله عنهما- {حسيبًا}: شهيدا. [تنوير المقباس من تفسير ابن عباس، ينسب: لعبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - (المتوفى: 68هـ)، 1/65].
2- وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير: أن معنى {وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً} أنه لا شاهد أفضل من الله تعالى فيما بينكم. [روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي (المتوفى: 1270هـ)، 2/419].
ثانيًا: أقوال بعض المفسرين في تفسير اسم الله (الحسيب):
1- قال الطبري: {حسيبًا}: كافيًا، وعن السدي: "وكفى بالله حسيبا"، يقول: شهيدا. يقال منه: "قد أحسبني الذي عندي"، يراد به: كفاني. وسمع من العرب: "لأحسبنكم من الأسودين"= يعني به: من الماء والتمر="والمحسب" من الرجال: المرتفع الحسب،"والمحسب"، المكفي. [تفسير الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ)، 7/596- 597].
2- قال الزجاج: {حسيبًا}: أي يعطي كل شي من العلم والحفظ والجزاءَ مقدار ما يحسبه، أي يكفيه، تقول حسبك بهذا أي اكتف بهذا.
وقوله تعالى: (عَطاءَ حِساباً) أي كافياً، وإنما سُمِّيَ الحساب في المعاملات حساباً لأنه يعلم ما فيه كفاية ليس فيها زيادة على المقدار ولا نقصان. [معاني القرآن وإعرابه، إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج (المتوفى: 311هـ)، 2/87].
3- قال السمرقندي: {حسيبًا}: أي شهيداً في أمر الآخرة. [بحر العلوم، أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي (المتوفى: 373هـ، 1/283].
4- قال مكي بن أبي طالب: {حسيبًا}: أي: كافياً. [الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره، وأحكامه، وجمل من فنون علومه، أبو محمد مكي بن أبي طالب حَمّوش بن محمد بن مختار القيسي القيرواني ثم الأندلسي القرطبي المالكي (المتوفى: 437هـ)، 2/1231].
5- قال الماوردي: {حسيبًا} فيه قولان: أحدهما: يعني شهيداً. والثاني: كافياً من الشهود. [تفسير الماوردي - النكت والعيون، أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي، الشهير بالماوردي (المتوفى: 450هـ)، 1/455].
6- قال البغوي: {حسيبًا}: محاسبا ومجازيا وشاهدا. [معالم التنزيل في تفسير القرآن - تفسير البغوي، محيي السنة ، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي (المتوفى : 510هـ)، 2/169].
7- قال فخر الدين الرازي: {حسيبًا}: قال ابن الأنباري والأزهري: يحتمل أن يكون الحسيب بمعنى المحاسب، وأن يكون بمعنى الكافي، فمن الأول قولهم للرجل للتهديد: حسبه الله ومعناه يحاسبه الله على ما يفعل من الظلم، ونظير قولنا الحسيب بمعنى المحاسب، قولنا الشريب بمعنى المشارب، ومن الثاني قولهم: حسيبك الله أي كافيك الله.
واعلم أن هذا وعيد لولي اليتيم وإعلام له أنه تعالى يعلم باطنه كما يعلم ظاهره لئلا ينوي أو يعمل في ماله ما لا يحل، ويقوم بالأمانة التامة في ذلك إلى أن يصل إليه ماله، وهذا المقصود حاصل سواء فسرنا الحسيب بالمحاسب أو بالكافي. [مفاتيح الغيب - التفسير الكبير، أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى: 606هـ)، 9/501].
8- قال القرطبي: {حسيبًا}: أي كفى الله حاسبا لأعمالكم ومجازيا بها. ففي هذا وعيد لكل جاحد حق.. [الجامع لأحكام القرآن - تفسير القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى: 671هـ)، 5/45].
9- قال البيضاوي: {حسيبًا}: محاسباً. [أنوار التنزيل وأسرار التأويل، ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي (المتوفى: 685هـ)، 2/61].
10- قال ابن كثير: {حسيبًا}: أي: وكفى بالله محاسبا وشهيدا ورقيبا. [تفسير القرآن العظيم، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ)،2/219].
11- قال الثعالبي: {حسيبًا}: معناه: حاسبا أعمالكم، ومجازيا بها، ففي هذا وعيد لكل جاحد حق. [الجواهر الحسان في تفسير القرآن، أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي (المتوفى: 875هـ)، 2/174].
12- قال جلال المحلي وجلال السيوطي: {حسيبًا}: حافظا لأعمال خلقه ومحاسبهم. [تفسير الجلالين، جلال الدين محمد بن أحمد المحلي (المتوفى: 864هـ) وجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (المتوفى: 911هـ)، 1/99].
13- قال أبو السعود: {حسيبًا}: أي محاسبا. [تفسير أبي السعود - إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم، أبو السعود العمادي محمد بن محمد بن مصطفى (المتوفى: 982هـ)، 2/146].
14- قال الآلوسي: {حسيبًا}: أي شهيدا قاله السدي، وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير أن معنى وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً أنه لا شاهد أفضل من الله تعالى فيما بينكم وبينهم وهذا موافق لمذهبنا في عدم لزوم البينة، وقيل: إن المعنى وَكَفى به تعالى محاسبا لكم فلا تخالفوا ما أمرتم به ولا تجاوزوا ما حدّ لكم. [روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي (المتوفى: 1270هـ)، 2/419].
ثالثًا: أقوال بعض أهل العقيدة في اسم الله (الحسيب):
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الحسيب هو الكافي، والله وحده كافي عبادِه، كما قال تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، أي الله كافيك وكافي المؤمنين المتقين، هذا الذي اتفق عليه السلف. [جامع المسائل لابن تيمية - عزير شمس لابن تيمية، 4/ 298].