الدليل الثاني عشر علي بطلان مقولة (ان المسيح رب)
ومِنْ دَلائِلِ بُطْلانِ مَقُولة: (إنَّ الْمَسِيحَ رَبٌّ):
أنَّه لا يُمْكِن لِجِسْمٍ بَشريٍّ أنْ يَحْتَوي ذَاتَ اللهِ، لأنَّ اللهَ كَبيرٌ، أَكْبَرُ مِن كُلِّ شَيءٍ، وعَالٍ فَوْقَ سَمَاواتِه، فَوْق كُلِّ شَيءٍ، ولَا شَيءَ فَوْقَه، والْبَشَر عَلَى الْعَكْسِ مِنْ ذَلِك تَمامًا، فَبِنَاءً عَلَيه فإن عَقِيدَة أنَّ الرَّبَّ تَجَسَّد في الْمَسِيح مَقُولَةٌ بَاطِلةٌ، وكَذِبٌ عَلَى اللهِ، وتقليلٌ مِنْ قَدْرِ اللهِ، فالْقَوْل بِها كُفرٌ بِاللهِ الْعَظِيم، ومُوجِبٌ للْخُلُودِ في النَّارِ.
والْوَاجِبُ هُو تَعْظِيم اللهِ وتَنْزِيهُه عَنِ اعتقاد أنه مُـمـتزِجٌ بِخَلْقِه، بل الله عالٍ على عرشه، فوق السماء السابعة، لم يرَهُ أحدٌ من خلقه .
تَنبيه
يَسْتَدلُّ القَسَاوسَةُ عَلى عَقِيدَةِ التَّجَسُّد (حُلُول اللهِ في الْمَسِيح) بِمَا قَالَه بُولِس في رِسَالتِه الأُولَى لتيموثاوس (3/16): «عَظِيمٌ هُو سِرُّ التَّقْوى. اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبرَّر في الرُّوحِ».
ومَا تَعَلَّق بِه الْمَسِيحيُّونَ مِن كَلامِ بُولسَ يُعْتَبرُ خَطأً عَظيمًا، إِذْ لَوْ كَانَ بُولسُ مُحِقًّا لَكَانَ عَلَيه أنْ يُبيَّنَ مُسْتَنَدَه لِمَا قَالَه مِنْ كَلامِ الْمَسِيحِ نَفْسِه، ولَيْسَ مِنْ كَلامِه هُو، وإلَّا يُعْتَبر مُدَّعيًا مَا لَيْسَ لَهُ بِه عِلمٌ، وكَاذِبًا في نَفْسِ الْوقْتِ، إذ ليس من الممكن أن يكتم المسيح هذه العقيدة – عقيدة التجسد – لو كانت صحيحة، ويأتي بها بولس بعده، فالحق أنها من تحريفات بولس لدين المسيح التي أَضَلَّ بها الْمَسِيحيينَ عَنْ دِينِ الْمَسِيحِ الصحيح(1)
وسَيأتي الْكَلامُ بِالتَّعْريفِ بِبولس، وبَيانُ تَحْرِيفِه الْمُدَمِّر لِدينِ الْمَسِيح.
المراجع
- بتصرف من «موسوعة الأديان»، الباب الثالث: النصرانية وما تفرع عنها، الفصل السابع: عقيدة النصارى، المبحث الثالث: الاتحاد (التجسد). الناشر: الدرر السنية. (www.dorar.net/enc/adyan/477).