القسم العظيم


صالح أحمد الشامي

قال الله تعالى:

{فَلَآ أُقْسِمُ بِمَوَٰقِعِ ٱلنُّجُومِ وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُۥ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ فِى كِتَٰبٍۢ مَّكْنُونٍۢ لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا ٱلْمُطَهَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ}

[الواقعة: 75 - 80]

إنه قسم من الله تعالى على أن ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الكتاب المنزل من اللوح المحفوظ، حيث لا يمسه إلا المطهرون، إنه القرآن الكريم الذي هو تنزيل من رب العالمين.

إنه خطاب موجه إلى المكذبين بهذا القرآن.

"والمخاطبون يومذاك لم يكونوا يعرفون عن مواقع النجوم إلا القليل، الذي يدركونه بعيونهم المجردة، ومن ثم قال لهم: 

{وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} 

فأما نحن اليوم فندرك من عظمة هذا القسم المتعلقة بالمقسم به، نصيباً أكبر بكثير مما كانوا يعلمون، وإن كنا نحن أيضاً لا نعلم إلا القليل من عظمة مواقع النجوم.

وهذا القليل الذي وصلنا إليه بمراصدنا الصغيرة، المحدودة المناظير، يقول لنا: إن مجموعة واحدة من مجموعات النجوم التي لا تحصى في الفناء الهائل الذي لا نعرف له حدوداً… مجموعة واحدة - هي المجرة التي تنسب إليها أسرتنا الشمسية - تبلغ ألف مليون نجم.

ويقول الفلكيون: إن هذه النجوم والكواكب التي تزيد على عدة بلايين نجم، ما يمكن رؤيته بالعين المجردة وما لا يرى إلا بالمجاهر والأجهزة، وما يمكن أن تحس به الأجهزة دون أن تراه، هذه كلها تسبح في الفلك الغامض، ولا يوجد أي احتمال أن يقترب مجال مغناطيسي لنجم من مجال نجم آخر، أو يصطدم بكوكب آخر، إلا كما يحتمل تصادم مركب في البحر الأبيض المتوسط بآخر في المحيط الهادي، يسيران في اتجاه واحد وبسرعة واحدة، وهو احتمال بعيد، وبعيد جداً، إن لم يكن مستحيلاً.

هذا طرف من عظمة مواقع النجوم، وهو أكبر كثيراً جداً مما كان علمه المخاطبون بالقرآن أو مرة" .

إن هذا القسم - وحده - لدليل على أن هذا القرآن من عند الله، ولا يحتاج ذلك إلى دليل آخر.

إنه قسم عظيم، والمقسم عليه عظيم، والمقسم سبحانه وتعالى عليٌّ عظيم.

{إِنَّهُۥ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ فِى كِتَٰبٍۢ مَّكْنُونٍۢ لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا ٱلْمُطَهَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ}

وصدق الله رب العالمين.

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ القسم العظيم

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day